قال فايز عباس، الباحث السياسي الفلسطيني، إن الشعوب العربية، وبشكل خاص الشعب الفلسطيني، تتطلع إلى أن تتخذ القمة العربية قرارات جدية ومهمة لوقف نزيف الدم الفلسطيني في الضفة الغربية وقطاع غزة، موضحا أن التحديات الحالية تتطلب استجابة عاجلة من الدول العربية، حيث إن عدم وجود موقف موحد وقرارات بالإجماع يعني تراجعًا في القدرة على مواجهة الحكومة الإسرائيلية وداعميها، وهو ما يتطلب وضع حد لغطرسة تلك الحكومة.
الأمل العربي في تحقيق العدالة للشعب الفلسطيني
وأوضح “عباس” في تصريحات خاصة لـ "الدستور": "إذا كانت القمة ستكتفي بالتنديد ودعوة المجتمع الدولي للضغط على إسرائيل دون اتخاذ خطوات ملموسة، فإن ذلك يعني فشلًا ذريعًا للقمة وللأمل العربي في تحقيق العدالة للشعب الفلسطيني، حيث إن القضايا المطروحة تتجاوز مجرد بيانات الشجب. فالوضع يتطلب إجراءات فعالة ودعوات حقيقية لإحداث تغيير ملموس".
وأشار “عباس” إلى أن وجود ترامب في السلطة في الولايات المتحدة يشير إلى أن إسرائيل ستواصل سياستها العدوانية ليس فقط تجاه الشعب الفلسطيني، بل تجاه لبنان وسوريا ودول أخرى في المنطقة. وقد يتجلى ذلك في التهديدات بوقف بيع النفط للدول الداعمة للقضية الفلسطينية، وهو ما يعكس مدى تعقيد الوضع الإقليمي.
ولفت “عباس” إلى أنه حتى الآن، فشل نتنياهو في تحقيق أهداف الحرب التي كلفت غزة ثمنًا باهظًا من الأرواح والدمار، لكنه يسعى حاليًا للضغط على حماس من خلال إملاء شروطه، مستخدمًا سياسة التجويع وقطع المياه والكهرباء عن سكان القطاع. ومع ذلك، فإن الفلسطينيين أظهروا قدرة كبيرة على الصمود، حيث لم تنكسر معنوياتهم رغم الحصار الذي استمر لأكثر من عشرة شهور.
وذكر عباس أن نتنياهو يراهن على تحقيق أهداف الحرب هذه المرة، لكن التاريخ يثبت أن الشعب الفلسطيني، الذي عانى كثيرًا، لن يخضع للضغوط. لذا، يجب أن يكون التركيز في القمة العربية على وضع استراتيجيات ملموسة لدعم فلسطين، وتوحيد الصف العربي في مواجهة التحديات المستمرة.
وختم عباس تصريحاته بالقول إن القرارات الجادة والمبادرات الداعمة للشعب الفلسطيني هي السبيل الوحيد لإنهاء المعاناة ولتوجيه رسالة واضحة إلى إسرائيل بأن انتهاكاتها لن تمر دون حساب. على القمة أن تكون نقطة انطلاق نحو تحقيق العدالة والسلام الدائم في المنطقة.
أخبار متعلقة :