وقع حادث عن طريق الخطأ في كوريا الجنوبية، عندما سقطت قنابل من مقاتلات جوية على منطقة سكنية، مما أسفر عن إصابة 15 شخص.
وأكدت شبكة "سي إن إن" الأمريكية، أن الحادث وقع خلال تدريبات مشتركة بالذخيرة الحية بين القوات الجوية الكورية الجنوبية والجيش الأمريكي، في إطار الاستعدادات السنوية لمناورات "درع الحرية" التي تنظمها كوريا الجنوبية والولايات المتحدة لتعزيز قدرات الدفاع المشترك في مواجهة التهديدات الإقليمية.
ولم تقدم القوات الجوية الكورية الجنوبية تفاصيل إضافية حول طبيعة التدريب أو السيناريو الذي كان يجري تنفيذه لحظة وقوع الحادث.
تعليق جميع التدريبات العسكرية بين الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية
وفي أعقاب الحادث، أعلنت هيئة الأركان المشتركة في كوريا الجنوبية تعليق جميع التدريبات بالذخيرة الحية في مختلف أنحاء البلاد إلى حين استكمال التحقيق الرسمي في ملابسات الحادث وأسبابه.
كما تم تشكيل فريق خاص للتحقيق يضم خبراء عسكريين وتقنيين من القوات الجوية ووزارة الدفاع، بهدف الكشف عن كافة الظروف التقنية والإجرائية التي أدت إلى وقوع هذا الخطأ الكارثي.
وقدمت القوات الجوية الكورية الجنوبية قدمت اعتذارًا رسميًا للسكان المتضررين، مؤكدة أن الإطلاق غير الطبيعي للقنابل تسبب في إلحاق أضرار بالمدنيين والبنية التحتية، وأعربت عن تمنياتها بالشفاء العاجل للمصابين. كما تعهدت القوات الجوية بتقديم تعويضات مالية كاملة للمتضررين ومعالجة كافة الأضرار الناجمة عن الحادث.
وأشارت الشبكة الأمريكية، إلى أنه على الرغم من المؤشرات الأولية التي ترجح أن الخطأ البشري هو السبب الرئيسي للحادث، إلا أن أحد كبار المسؤولين في القوات الجوية أشار إلى أن احتمال حدوث خلل فني أو تقني في أنظمة توجيه القنابل لا يزال قيد الدراسة، مؤكدًا أن التحقيق سيأخذ في الاعتبار جميع الاحتمالات.
تجدر الإشارة إلى أن مناورات "درع الحرية" لهذا العام كان من المقرر إجراؤها في الفترة ما بين 10 و20 مارس، وتهدف إلى تعزيز القدرات الدفاعية المشتركة بين القوات الأمريكية والكورية الجنوبية في مواجهة التهديدات الأمنية في شبه الجزيرة الكورية، وفق ما أعلنت هيئة الأركان المشتركة في سيول صباح اليوم.
وأوضحت الشبكة الأمريكية، أنه على الرغم من أن هذه المناورات تهدف إلى تحسين التنسيق الدفاعي بين الحليفين، إلا أنها تثير في العادة ردود فعل غاضبة من كوريا الشمالية، التي تعتبرها تدريبات استفزازية تستهدفها بشكل مباشر.
وكما في الأعوام السابقة، وجه الزعيم الكوري الشمالي كيم جونج أون انتقادات حادة لكل من الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية، متهمًا البلدين بتصعيد التوترات عبر إجراء تدريبات عسكرية واسعة النطاق.
في عام 2023، وبالتزامن مع مشاركة قاذفات أمريكية استراتيجية في تدريبات جوية مشتركة مع القوات الكورية الجنوبية، ردت بيونج يانج على المناورات عبر إجراء تجربة لإطلاق صاروخ باليستي، وفقًا لما أعلنته وزارة الدفاع الكورية الجنوبية آنذاك.
وتبقى الأنظار موجهة الآن نحو ردود الفعل المحتملة من جانب كوريا الشمالية على خلفية مناورات هذا العام وما رافقها من أخطاء كارثية.
ولا تزال التحقيقات مستمرة، فيما تستعد السلطات في كوريا الجنوبية لإجراء مراجعة شاملة للإجراءات والضوابط المتعلقة باستخدام الذخيرة الحية في التدريبات العسكرية المشتركة، بهدف منع تكرار مثل هذه الحوادث مستقبلًا.
أخبار متعلقة :