ولم يتطرق الرئيس الأميركي سوى لماما إلى التجارة والتضخم خلال خطابه المطول الذي ألقاه أمام الكونغرس الثلاثاء حول السياسة العامة.
وقال ترامب حينها إنّ "أميركا عادت والحلم الأميركي لا يمكن إيقافه، وبلادنا على وشك تحقيق عودة لم يشهد العالم مثيلا لها من قبل، وربّما لن يشهد مثيلا لها مجددا".
وركز ترامب في خطابه على القضايا الأمنية كالهجرة والمجتمعية كسياساته التي تستهدف المتحولين جنسيا.
وأمام النواب أشاد دونالد ترامب بالإجراء الذي اتخذه رئيس شركتي تيسلا وسبيس إكس.
كما دعا إلى خفض عدد الموظفين الحكوميين الفدراليين بطريقة مدروسة وليس عشوائيا بعد مجلس للوزراء حضره إيلون ماسك الذي يقول إنه يكافح البيروقراطية.
يبدو أن الأميركيين غير مقتنعين بأن المستقبل سيكون مشرقا كما وعد ترامب، الذي انتخب بعد حملة ركز فيها على غلاء المعيشة.
كما يبدو أن فترة السماح الممنوحة للرئيس الأميركي بدأت تنفد في بلد شديد الانقسام، خاصة وأن شعبيته سجلت مستويات متواضعة لدى تنصيبه.
ولكن، كما كتب المحلل السياسي لاري ساباتو، فإن "الخبر السار بالنسبة لترامب هو أن قاعدته الملتفة حول شعاره لنعد إلى أميركا عظمتها ما زالت متسامحة معه".
وفي استطلاع أجراه معهد إبسوس لصالح رويترز بعد المشادة الحادة الجمعة الماضي بين ترامب والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، رأى 22% فقط من المستطلعين أن البلاد في الاتجاه الصحيح حول غلاء المعيشة.
وأبدى 33% فقط تفاؤلا حيال السياسة الخارجية.
وأعلن جوليان زيليزر أستاذ التاريخ السياسي بجامعة برينستون أن "زخم ترامب لم يتراجع ولا يزال يهيمن على النقاش العام" باصدار سلسلة مراسيم وتصريحات قوية. وأضاف "لكن عليه أن يركز مجددا على سياسات تدعم الاقتصاد".
وتراجعت مؤشرات قياس ثقة المستهلك، مع تسارع التضخم وتزايد مخاطر الركود بحسب بعض الخبراء.
وخسرت الأسواق المكاسب التي حققتها بعد الانتخابات، نتيجة لكثرة التصريحات وتقلبات المواقف الصادرة عن البيت الأبيض على صعيد الرسوم الجمركية.
قال ترامب الخميس "أنا لا أتابع الأسواق المالية" متهما المستثمرين الذين يسمهيم "أنصار العولمة" بأنهم السبب وراء هذا التراجع، وذلك بعد تعليق العمل بمعظم الرسوم الجمركية التي أعلن أنه سيفرضها على المكسيك وكندا.
وأعلن وزير المال الأميركي سكوت بيسينت أن "الوصول إلى المنتجات الرخيصة لم يكن أساس الحلم الأميركي" في محاولة منه لاقناع الأسر بتقبل التضخم.
وفقا لعدة استطلاعات للرأي، يؤيد الأميركيون عموما تقليص حجم الحكومة الفدرالية لكن الأساليب الفظة التي يلجأ اليها إيلون ماسك لتحقيق ذلك تغضب العديد من الأميركيين.
ومُني ترامب بانتكاسة عندما أمرت المحكمة العليا التي منحها أغلبية محافظة خلال ولايته الأولى باستئناف دفع المساعدات الدولية التي جمدها.
وذكرت وسائل إعلام أميركية أن تلقى نواب جمهوريون توصيات بتجنب الاجتماعات العامة في دوائرهم الانتخابية، بعد أن وجه إليهم البعض خلالها أسئلة حول رئيس شركتي تيسلا وسبيس إكس.
وأكد ترامب أن هؤلاء "محرضون مأجورون" دون أن يقدم دليلا على ذلك.
ويسعى الحزب الديموقراطي إلى استغلال هذا الوضع. والثلاثاء دعت السيناتور الديموقراطية إليسا سلوتكين المكلفة الرد على خطاب ترامب، الأميركيين إلى "حضور الاجتماعات العامة ومطالبة (النواب) بالتحرك، كما تقتضي التقاليد الأميركي".
أخبار متعلقة :