أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون)، الإثنين، أن الضربات الجوية التي استهدفت مواقع الحوثيين في اليمن تشكل "الموجة الأولى" من العمليات العسكرية، مؤكدة أن الهجمات ستتواصل حتى يتم تحقيق "الأهداف المحددة"، وأبرزها وقف الهجمات الحوثية على السفن التجارية وتأمين خطوط الملاحة الدولية في البحر الأحمر.
وأكد مسؤولون عسكريون في واشنطن أن الحملة العسكرية لن تكون مفتوحة النطاق، لكنها ستظل مستمرة طالما استمرت التهديدات الصادرة عن الحوثيين، وهو ما يشير إلى احتمالية تصعيد أكبر في حال لم تتراجع الجماعة المسلحة عن عملياتها.
ضربات موجهة بدقة.. واستهداف مراكز القيادة والتسليح
خلال إفادة صحفية، أوضح المتحدث باسم البنتاجون شون بارنيل أن الهجمات الأخيرة ليست "ضربة عشوائية"، بل تم تنفيذها وفق استراتيجية مدروسة استهدفت:
البنية التحتية العسكرية للحوثيين، بما في ذلك مخازن الأسلحة والصواريخ.
منشآت تصنيع الأسلحة، التي تستخدم في إنتاج الطائرات المسيّرة والصواريخ الباليستية.
مقرات قيادة وتحكم عسكرية، حيث يجتمع قادة المليشيا لتنسيق العمليات الهجومية.
وأشار بارنيل إلى أن هذه الأهداف تم تحديدها بعد رصد استخباراتي دقيق لضمان تحقيق أكبر قدر من التأثير على القدرات العسكرية للحوثيين.
وأضاف المتحدث باسم البنتاجون أن "الهدف الرئيسي لهذه العمليات هو حماية طرق الملاحة الدولية، والتأكد من أن البحر الأحمر يظل ممرًا آمنًا للتجارة العالمية".
"الحوثيون ليسوا وحدهم".. اتهامات مباشرة لإيران
إلى جانب استهداف الحوثيين، وجهت واشنطن أصابع الاتهام مباشرة إلى إيران، حيث وصفها بارنيل بأنها "عدو العالم الحر"، مشددًا على أن طهران كانت ولا تزال الممول الرئيسي للحوثيين بالسلاح والتدريب والدعم اللوجستي.
وفي هذا السياق، كشف مدير العمليات في هيئة الأركان المشتركة الأمريكية أن الضربات الأمريكية الأولى أسفرت عن تدمير أكثر من 30 هدفًا حوثيًا، مشيرًا إلى أن العشرات من عناصر الجماعة المسلحة قد لقوا مصرعهم نتيجة القصف.
وأكد المسؤول العسكري أن "الضربات ستستمر حتى تحقيق أهدافنا"، مضيفًا:
"نحن ندرك أن إيران كانت ولا تزال تقوم بتزويد الحوثيين بالأسلحة المتطورة، ومن المهم عدم تصديق الدعاية التي يروجها الحوثيون حول طبيعة الضربات والخسائر المعلنة".
ترامب يصعد لهجته: "كل طلقة حوثية هي طلقة إيرانية"
في تصعيد إضافي، نشر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تغريدة على منصته "تروث سوشيال"، قال فيها:
"سيُعتبر كل إطلاق نار من الحوثيين، اعتبارًا من الآن، نيرانًا أطلقتها أسلحة إيرانية".
وجاءت هذه التصريحات لتؤكد التوجه الأمريكي نحو تحميل إيران المسؤولية الكاملة عن أي هجمات تنفذها المليشيا الحوثية، مما يرفع من احتمالية توسيع نطاق المواجهة لتشمل استهداف منشآت إيرانية في حال استمرار الدعم العسكري للحوثيين.
هل توقف هذه الضربات هجمات الحوثيين؟
رغم تأكيد البنتاجون على نجاح الضربات الأولى، فإن التساؤل الأبرز الذي يطرح نفسه الآن هو:
هل ستتوقف هجمات الحوثيين أم أن التصعيد سيأخذ منحى أكثر خطورة؟
في هذا الإطار، يرى محللون عسكريون أن الحوثيين قد يحاولون تصعيد ردودهم عبر استهداف منشآت أمريكية أو سفن حربية، في محاولة لإثبات قدرتهم على الرد. ومع ذلك، تشير التحركات العسكرية الأمريكية إلى أن واشنطن لن تتراجع عن حملتها حتى تتأكد من أن التهديد الحوثي للملاحة البحرية قد تم تحييده بالكامل.
واشنطن تبحث عن دعم دولي لعملياتها
وفقًا لمصادر أمريكية، فإن واشنطن تكثف جهودها الدبلوماسية لحشد دعم دولي أوسع لعملياتها العسكرية ضد الحوثيين، خصوصًا من بريطانيا وفرنسا ودول الخليج، لضمان نجاح الحملة وتحقيق استقرار طويل الأمد في البحر الأحمر.
في الوقت نفسه، تبقى المخاوف قائمة من أن يؤدي هذا التصعيد إلى توسيع رقعة المواجهة لتشمل أطرافًا أخرى، مثل إيران والمجموعات المسلحة الموالية لها في المنطقة، وهو ما قد يفتح الباب أمام صراع إقليمي واسع.
أخبار متعلقة :