تحدث الكاتب الباحث في الآثار الدكتور شريف شعبان، عن الموسم الرمضاني الدرامي وأبرز الأعمال التي تابعها.
هناك العديد من الأعمال الدرامية التي تستحق أن تمثل القوة الناعمة
واستهل “شعبان” حديثه لـ"الدستور"، قائلا: “دراما رمضان هي مضمار السباق الذي يتنافس فيه صناع الدراما المصرية من تمثيل وإخراج وكتابة على مدار عقود حتى تسيدت مصر الشاشة العربية بين دراما تاريخية ودينية واجتماعية، وأصبحت دراما رمضان مرتبطة بشكل لصيق بالدراما المصرية”.
واستدرك “شعبان”: ولكن من خلال متابعتي دراما رمضان 2025 أجد أن صناعة الدراما المصرية قد شابها نوع من الاختلال، بين إنتاج ضخم من أساليب إبهار بصري وإمكانات عالية واستحضار لأسماء نجوم كبار، ولكن تلك الأعمال لا تحتوي على قصة أو حبكة أو تقدم أي قيم اجتماعية، فنجد أعمالًا مثل "سيد الناس" و"إش إش" والجزء الثاني من "العتاولة" ذات إنتاج ضخم، ولكن مليئة بمشاهد العنف وروح الانتقام والألفاظ البذيئة والصراخ غير المبرر، وتعتمد على رفع الحالة العصبية لدى المشاهد وتصدر قدرًا كبيرًا من الطاقة السلبية بزعم أنها تمثل الحارة المصرية أو الأحياء الشعبية. ولكن مثل تلك الأعمال لا علاقة لها بالأحياء الشعبية المصرية التي أخرجت العديد من كبار الشخصيات وما زالت تحتضن العديد من القيم المصرية النبيلة. وأقول إن مثل تلك الأعمال موجهة لتشويه صورة مصر والمجتمع المصري وتصدير صورة سيئة للحارة المصرية.
وأضاف: “أعيب أيضًا على صناعة الدراما التجاهل في عرض الصورة الاجتماعية الطبيعية للمجتمع المصري حيث الطبقة الوسطى ومشاكلها، والاكتفاء بعرض الطبقة الشعبية ذات البلطجة والإجرام”.
وواصل: "في المقابل هناك العديد من الأعمال الدرامية التي تستحق أن تمثل القوة الناعمة وفن الدراما المصري، فنجد أعمالا تناقش العديد من المشاكل الاجتماعية الحساسة والمعاصرة مثل مسلسل "لام شمسية" الذي يناقش وبقوة جريمة التحرش بالأطفال بأسلوب سلس وكتابة راقية وتمثيل مؤثر، خاصة دور أمينة خليل والطفل علي البيلي، ومسلسل "أثينا" الذي يتناول جرائم الدارك ويب، ومسلسل "منتهي الصلاحية" الذي يناقش مشاكل المراهنات التي تغلغلت داخل المجتمع، ومسلسل "ولاد الشمس" الذي يتناول مشاكل دور الأيتام بشكل عميق في سرد نفسية الشاب اليتيم بأداء رائع من محمود حميدة وجيل الشباب الواعد أمثال أحمد مالك وطه دسوقي".
واستكمل: “قد سعدت بشدة من وصول انتقادات الشارع المصري لحال الدراما إلى مسامع رئيس الجمهورية الذي انتقدها بدوره ومطالبته بتقديم دراما إيجابية وإعلان الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية عن تشكيل لجنة متخصصة للمحتوى، بالتزامن مع إعلان الهيئة الوطنية للإعلام عن عقد مؤتمر حول مستقبل الدراما المصرية في أبريل تنفيذا لتوجيهات الرئيس.
وأتمنى أن يشارك في هذا المؤتمر بجانب صناع الدراما المصرية مجموعة من مثقفي مصر من روائيين ونقاد وخبراء في التاريخ للخروج بنتائج حقيقية، كما أتمنى أن ينتبه صناع الدراما بأن الفن المصري هو بحق القوة الناعمة التي تنقل صورة مصر وتؤثر في أجيال داخل البلاد وخارجها، كما أتمنى أن أجد أعمالًا تمثل المجتمع المصري وتناقش مشاكله”.
أخبار متعلقة :