تحدث الدكتور شريف شعبان الباحث في الآثار المصرية، المحاضر بكلية الآثار جامعة القاهرة عن اكتشاف الأردن جنوب شرقي محمية وادي رم، الذي يتمثل في نقش بالكتابة الهيروغليفية يحمل اسم الملك المصري العظيم رمسيس الثالث (1186- 1155ق.م) داخل خرطوشين ملكيين، إذ يشير الخرطوش الأول إلى اسمه عند الولادة، والآخر إلى اسم العرش، والذي يعلن فيه أنه ملك مصر العليا والسفلى. فقد حمل ملوك مصر خمسة ألقاب ملكية وهي: الاسم الحوري نسبة للمعبود حورس والاسم "النبتي" واسم حورس الذهبي واسم التتويج الذي كان يوضع داخل الخرطوش، بالإضافة إلى الاسم الشخصي الذي كان يولد به الملك، لافتا إلى أن هذا الكشف يعد الأول من نوعه بالأردن والذي يضم نقش أثري مصري قديم.
اكتشاف الأردن
شريف شعبان يقول عن هذا الاكتشاف في تصريح لـ"الدستور": "يأتي كتأكيد مادي على قوة ونفوذ مصر في عصر الامبراطورية خاصة في عهد الملك رمسيس الثالث، حيث كانت لمصر في عهده علاقات تجارية وتمدد استراتيجي لجيرانها من أقاليم الشر ق الأدنى القديم".
وأضاف: “لم يكن هذا الاكتشاف هو الأثر الوحيد للملك رمسيس الثالث خارج الديار، ففي عام 2010 وفي مدينة تيماء بالمملكة العربية السعودية تم اكتشاف نقش بالخط الهيروغلفيفي للملك رمسيس الثالث وهو ما أكد سابقًا على قوة هذا الملك ونفوذه التجاري والعسكري وتوسع حدود مصر في عهده”.
رمسيس الثالث
واستكمل: “يحتمل وجود تلك النقوش كنتاج بعثة عسكرية أطلقها الملك على جنوب بلاد الشام وشبه الجزيرة العربية بهدف السيطرة على الطرق التجارية القديمة ومناطق انتشار النحاس والمعادن الطبيعية خلال العصر البرونزي المتأخر، حيث أراد رجال الملك تخليد اسمه وبصمته على تلك المناطق. وأجد أن هذا الكشف هو باكورة كشوف أثرية قادمة، لذلك لابد من إجراء حفائر منظمة في هذا الموقع، ستكشف لنا في المستقبل عن آثار أخرى مهمة، تظهر العلاقات التاريخية بين مصر القديمة والأردن منذ أكثر من 3 آلاف سنة”.
الشرق القديم
واختتم: “لم تقف أهمية الملك رمسيس الثالث في التاريخ القديم عند سيطرته العسكرية ونفوذه التجاري فحسب، بل يحسب لهذا الملك العظيم دفاعه عن الشرق القديم كله ضد غزوات قامت بها قبائل بربرية عرفت باسم شعوب البحر قضت على أغلب الحضارات القديمة مثل دولة الحيثيين ودولة ميتاني بالأناضول وبلاد الرافدين ومدن كنعان وجزيرة قبرص وغيرها، مثلما فعل المغول في العصور الوسطى. فنجح رمسيس الثالث في القضاء على تلك القبائل عبر مجموعة من المعارك البرية والبحرية كانت هي الأقوى في التاريخ القديم”.
أخبار متعلقة :