خليج نيوز

أحمد الملوانى: أكثر الروايات المقدمة لجائزة "البوكر" كل عام من مصر (خاص) خليج نيوز

ما زالت أصداء حصول الكاتب المصري، محمد سمير ندا، على جائزة البوكر للرواية العربية، دورة العام 2025، تتردد، خاصة مع صدور الرواية خارج مصر. 

وعن النشر وهمومه والكتابة والجوائز، تحدث الكاتب أحمد الملواني، الذي تأهلت روايته "أحلام سعيدة" إلى القائمة الطويلة لجائزة البوكر لهذه الدورة أيضا.

وحول أسباب غياب الإبداع المصري عن جائزة البوكر لمدة 16 سنة، وهل هذا الغياب يعكس أصالته رغم ما يثار حول أن الجوائز، خاصة الكبرى، تصل للمحاصصة الجغرافية، استهل "الملواني" حديثه قائلا: "ربما فكرة المحاصصة الجغرافية موجودة بالفعل.. ولكن لا أظن أنها السبب وحدها في هذا الغياب الطويل للأدباء المصريين عن الفوز بالجائزة.. فمراعاة الجغرافيا ربما تظهر أكثر وضوحًا في القوائم وليس في العمل الفائز بالجائزة".

وأضاف "الملواني"، في تصريحات خاصة لـ"الدستور": فمثلا هذا العام كنا أربعة روائيين مصريين في القائمة الطويلة للجائزة. وكان السؤال الذي يدور في الأوساط الأدبية هو: مَن مِن الأربعة سيدخل القائمة القصيرة؟ أي أن هناك قناعة راسخة بأن القائمة القصيرة ستتضمن مصريا واحدا فقط. وهذا يدل على اعتياد الجمهور على فكرة التمثيل الجغرافي في الجائزة. ففي عام 2023 وصلت خمس روايات مصرية للقائمة الطويلة. أي تقريبًا ثلث القائمة، وهو رقم قياسي. وبرغم هذا تأهلت منها رواية واحدة فقط للقائمة القصيرة. 

عدد متابعى الكاتب على السوشيال ميديا أصبح يؤثر على قرار بعض الناشرين

واستدرك "الملواني": "لكن لا يجب أن نغفل عن أن هناك أزمة في النشر في مصر.. وعندما نتخلص منها يمكننا عندها أن نلوم الظروف والتحيزات وغيرها. ولكن في مصر التكلفة المادية للنشر أصبحت كبيرة، وسعر الكتاب في ارتفاع مستمر. ومعظم دور النشر من أجل تعويض هذا أصبحت تهتم أكثر وأكثر بالكتابات الأكثر رواجًا، أو الأدب التجاري إن صح التعبير. وأصبحت فرص الكاتب الذي يمتلك جماهيرية وشعبية في النشر أكبر بكثير من فرص الكاتب الذي يمتلك موهبة عظيمة لكن أعماله غير تجارية، أو ليست له أي شعبية". 

وتابع: "حتى إن عدد متابعي الكاتب على السوشيال ميديا أصبح يؤثر على قرار بعض الناشرين في قبول عمله أو رفضه.. هذه أزمة واضحة وموجودة منذ سنوات. ربما لا أستطيع لوم دور النشر بالكامل، لأنها في النهاية مؤسسات ربحية، تنفق أموالا لتجني أموالا. ولكن هذا لا يمنع أنها أزمة، هناك كذلك الغياب شبه التام لوظيفة المحرر الأدبي في دور النشر. بل وعدم اهتمام بعض دور النشر بالتدقيق اللغوي بشكل صحيح.. ومعروف أن جائزة البوكر تضع اللغة فوق أي اعتبار.. وهناك في تاريخ الجائزة أعمال تم استبعادها بسبب كثرة الأخطاء اللغوية". 

وأوضح: "كذلك المحرر الأدبي يساعد على صياغة جملة أدبية محكمة وقوية، وهي من الأشياء المؤثرة كذلك في جائزة البوكر. وهناك أعمال مصرية فازت بجوائز عربية لأن الكاتب اعتمد على محرر أدبي في مراجعة عمله، ولكنها كانت مبادرة من الكاتب نفسه وليس من دار النشر". 

وأضاف: "أخيرًا.. فأنا أعتقد أن اختيار دور النشر للروايات التي ترشحها لجائزة البوكر أحيانًا ما تتدخل فيه عوامل أخرى غير الجودة الفنية. ربما إحقاقًا للحق، هناك دارا نشر مصريتان يمكن اعتبارهما الأفضل أداءً في البوكر من بين كل دور النشر المصرية، وهما دار العين ودار الشروق. ولكن في النهاية هما داران فقط من بين مئات دور النشر المصرية. ويكفي أن تقرير اللجنة في كل عام يؤكد أن أكثر الروايات المقدمة للجائزة من مصر. بسبب حركة النشر الكبيرة بها. فهل أداء مصر في الجائزة يتناسب مع حركة النشر المهولة تلك؟".

أخبار متعلقة :