وسط ضجة واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي، تصدرت شكاوى المواطنين حول تراجع جودة بنزين 92 المشهد العام، مصحوبة بتحذيرات عن "رائحة غريبة" و"أداء ضعيف" و"تلف مفاجئ بالمحرك".
وبينما انطلقت التساؤلات وتزايدت المخاوف، تكشف “الدستور” عن الإجراءات الصارمة التي اتخذتها وزارة البترول والثروة المعدنية، والتي دخلت على خط الأزمة بخطة اختبار شامل وتحقيقات ميدانية دقيقة، لقطع الطريق على أي عبث قد يهدد ثقة المستهلك وسلامة السوق.
وفي ظل ما تم تداوله مؤخرًا على منصات التواصل الاجتماعي بشأن شكاوى متكررة من بعض المواطنين حول جودة بنزين 92، تؤكد "الدستور" نقلًا عن مصدر بارز بوزارة البترول والثروة المعدنية – أن الوزارة تتعامل بمنتهى الجدية والحسم مع جميع هذه البلاغات والشكاوى، موضحة أن سلامة المنتج البترولي ووصوله للمستهلك بالجودة والمعايير المعتمدة يمثلان أولوية قصوى لا تحتمل أي تهاون أو تفريط.
وأكد المصدر المسؤول في تصريحات خاصة لـ"الدستور"، أن وزارة البترول، بتوجيهات مباشرة من المهندس كريم بدوي وزير البترول والثروة المعدنية، أطلقت حملة موسعة لاختبار وتحليل عينات البنزين المطروح بالمحطات، سواء بنزين 92 أو غيره من الأنواع، على مستوى الجمهورية بالكامل.
وشدد المصدر على أن فرق التفتيش النوعي والمعامل المركزية التابعة للوزارة، بالتعاون مع الهيئة المصرية العامة للبترول، بدأت اليوم خطة متكاملة تشمل الآتي:
أولًا: جمع عينات مباشرة من محطات تم الإبلاغ عنها أو وردت بشأنها شكاوى.
ثانيًا: أخذ عينات عشوائية من محطات لا توجد ضدها أي بلاغات لضمان أن الرقابة تمتد لكافة أنحاء المنظومة وليس فقط نقاط الاشتباه.
ثالثًا: تحليل عينات من الإنتاج الصادر من معامل التكرير المختلفة، للتأكد من ثبات الجودة من المصدر وحتى نقاط التوزيع.
وأضاف المسؤول أن الوزارة تعتمد في هذه التحاليل على معامل فنية متطورة مزودة بأحدث الأجهزة التي تتيح فحص خصائص البنزين على عدة مستويات، منها نسبة الأوكتان ونقاوة التركيب الكيميائي وخلوه من أية شوائب أو إضافات غير مطابقة للمواصفات المعتمدة من الهيئة العامة للبترول والهيئة المصرية العامة للمواصفات والجودة.
وأكد أن معامل التكرير المصرية، وعلى رأسها شركات مثل القاهرة لتكرير البترول، والإسكندرية للبترول، وأسيوط لتكرير البترول، تطبق نظم رقابة صارمة على جودة البنزين المنتج لديها قبل خروجه إلى منظومة النقل والتوزيع، كما تخضع هذه العمليات لإشراف مباشر من مسؤولي الجودة والسلامة.
كما شدد المسؤول على أن قطاع البترول لم ولن يتهاون في مواجهة أي تلاعب أو إخلال بمنظومة تداول الوقود، سواء في مراحل الإنتاج أو النقل أو التوزيع، مؤكدا أن الوزارة لن تتردد في اتخاذ إجراءات قانونية صارمة في حال اكتشاف أي مخالفات أو ممارسات مشبوهة تتعلق بتخزين أو خلط أو تداول مواد بترولية بطريقة غير مشروعة.
وفي السياق ذاته، أشار المصدر إلى أن حملات التفتيش الميداني ستستمر خلال الفترة المقبلة بشكل مكثف، خصوصًا في المناطق التي تكررت بها الشكاوى، مضيفًا أن الوزارة تتيح خطوطًا ساخنة لتلقي شكاوى المواطنين بشكل مباشر، في إطار سياستها لتمكين المواطن من الرقابة المجتمعية على الخدمات التي تقدمها الدولة.
واختتم المصدر تصريحه بالدعوة إلى عدم الانسياق وراء الشائعات المتداولة على وسائل التواصل الاجتماعي قبل التحقق منها عبر القنوات الرسمية، مشددًا على أن الوزارة تلتزم بالشفافية الكاملة وستعلن نتائج التحاليل فور انتهاء التقارير الفنية الرسمية.
أخبار متعلقة :