لم تكتفِ وزارة الداخلية بتأمين الشارع، بل نقلت المعركة إلى عالم الإنترنت، حيث تتشابك خيوط الجريمة وتنتشر الإشاعات، لتظل "العيون الساهرة" تراقب وتحلل وتتحرك بثقة ودقة. ويظل دور المواطن، الذي بات شريكًا فاعلًا في حفظ الأمن، حاسمًا في دعم هذه الجهود، خاصة مع إدراكه بأن أمن الوطن مسؤولية جماعية تبدأ ببلاغ صادق وتنتهي بعدالة ناجزة.
وفي ظل التحديات الأمنية المتزايدة وسرعة انتشار المعلومات عبر الفضاء الإلكتروني، تواصل وزارة الداخلية المصرية تعزيز حضورها الأمني، ليس فقط في الشارع، بل أيضًا على منصات التواصل الاجتماعي، التي تحولت في السنوات الأخيرة إلى ساحة تُرتكب فيها بعض الجرائم أو تُنشر عبرها فيديوهات توثق وقائع إجرامية.
وبفضل يقظة الأجهزة الأمنية وتطور تقنياتها، نجحت الوزارة في كشف غموض العديد من القضايا التي شغلت الرأي العام، مما ساهم في ترسيخ شعور المواطنين بالأمن، وتشجيعهم على المشاركة الإيجابية في الإبلاغ عن الجرائم.
ويرصد موقع البوابة نيوز أهم تلك الوقائع التي أثارت التفاعل عبر مواقع التواصل الاجتماعي خلال الفترة الماضية
تتبع رقمي فائق لرصد الجرائم
واقعة الاعتداء على طفل في الشرقية: حصلت مراسلة موقع "البوابة نيوز" الزميلة الصحفية أسماء خليل على مقطع فيديو يظهر قيام أحد الأشخاص بالاعتداء على طفل داخل سيارة نقل على طريق الصالحية الجديدة بمحافظة الشرقية وتمكن الجاني من الفرار بالسيارة بعد محاولة الأهالي التدخل، وقد أرسل المواطنون الفيديو إلى موقع "البوابة نيوز"، الذي بدوره أبلغ وزارة الداخلية، وعلى الفور قامت الأجهزة الأمنية بفحص الفيديو وتكثيف جهودها لتحديد هوية المتهم وتم ضبطه.
مشاجرة في منطقة الشدية: تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو يُظهر مشاجرة بين عدد من الأشخاص في منطقة الشدية بدائرة قسم شرطة شبرا الخيمة بالفحص تمكنت الأجهزة الأمنية من تحديد أطراف المشاجرة وضبطهم واتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة.
ادعاء سوء معاملة في مركز شرطة: انتشر مقطع فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي يتضمن ادعاء إحدى السيدات بتعرضها لسوء المعاملة في أحد مراكز الشرطة بالفحص تبين أن الادعاءات غير صحيحة وتم اتخاذ الإجراءات القانونية حيال ناشر الفيديو.
ترويج لمخدر الآيس والأسلحة: كشفت وزارة الداخلية ملابسات تداول مقطع فيديو يُظهر مجموعة من الأشخاص يتاجرون في المواد المخدرة بدائرة قسم شرطة عين شمس بالقاهرة بالفحص، تم ضبط المتهمين وبحوزتهم كميات من مخدر الآيس وأسلحة نارية، واتخاذ الإجراءات القانونية حيالهم.
ادعاء اقتحام قوة أمنية لمنزل: تداول مقطع فيديو يتضمن ادعاء سيدة ووالدة زوجها بقيام قوة أمنية من مركز شرطة الزقازيق بالشرقية باقتحام منزلهما بالفحص تبين أن الادعاءات غير صحيحة وتم اتخاذ الإجراءات القانونية حيال ناشر الفيديو.
سرقة بطاريات سيارات: انتشر مقطع فيديو يُظهر شخصين يسرقان بطاريتين من سيارتين في محافظة الغربية بالفحص، تم تحديد هوية المتهمين وضبطهما، واتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة.
اعتمدت وزارة الداخلية على وحدات متخصصة داخل قطاع نظم المعلومات والتوثيق مدعومة بأحدث الوسائل التكنولوجية لرصد وفحص كل ما يُنشر عبر مواقع التواصل الاجتماعي والمواقع الإخبارية مما مكنها من التحرك السريع فور رصد أي فيديو يوثق واقعة إجرامية سواء كانت جريمة عنف، تنمر، حمل سلاح، أو ترويج لمواد مخدرة.
ومن أبرز القضايا التي أثارت اهتمام الرأي العام وتم كشف غموضها مؤخرًا، فيديوهات تم تداولها عبر منصات "فيسبوك" و"تيك توك" لأشخاص يتباهون بحمل أسلحة نارية بيضاء ونارية في أماكن عامة وبتتبع هؤلاء الأشخاص باستخدام تحليل بصمة الوجه وبيانات المواقع الجغرافية، تم ضبطهم وتقديمهم للنيابة ما عكس حسما أمنيًا وردعًا لكل من تسول له نفسه تحدي القانون أو تعريض أمن المواطنين للخطر.
التعاون المجتمعي.. السلاح الأهم
لم تكن تلك النجاحات لتتحقق لولا دور المواطن المصري، الذي بات أكثر وعيًا بضرورة الإبلاغ عن أي وقائع تمس الأمن العام. فقد خصصت الوزارة عدة قنوات للإبلاغ، منها الصفحات الرسمية على "فيسبوك" و"تويتر"، بالإضافة إلى الخطوط الساخنة، ما عزز من سرعة استجابة الأجهزة الأمنية.
وشهدت الفترة الأخيرة عشرات البلاغات التي وردت من مواطنين رصدوا فيديوهات أو منشورات تروج لتجارة المخدرات أو تظهر اعتداءات على الغير، ما ساهم في سرعة ضبط المتهمين بل وتحوّلت بعض البلاغات الفردية إلى خيوط رئيسية قادت إلى كشف شبكات إجرامية منظمة.
أسفرت هذه الجهود عن تنفيذ حملات أمنية موسعة على مدار الشهور الماضية، أفضت إلى:
ضبط عشرات المتهمين في قضايا ترويج المخدرات عبر الإنترنت.
كشف هوية الأشخاص الذين ظهروا في فيديوهات استعراض القوة بالسلاح.
التصدي لمحاولات استغلال مواقع التواصل في النصب والاحتيال، أو الابتزاز الإلكتروني.
وتبرز هذه الضبطيات قدرة الأجهزة الأمنية على مجاراة التطور التكنولوجي للجريمة والتعامل معها بأدوات علمية دقيقة بما ساهم بشكل مباشر في تقليل معدلات بعض الجرائم النوعية، ورفع الإحساس العام بالأمان في الشارع المصري.
التكنولوجيا.. ركيزة أساسية في العمل الأمني
باتت التكنولوجيا أحد أبرز أسلحة وزارة الداخلية في مواجهة الجرائم المعاصرة، حيث تم تزويد وحدات التحريات الإلكترونية بأنظمة ذكاء اصطناعي لرصد الأنماط المتكررة للجرائم الإلكترونية، إلى جانب استخدام برامج تحليل المحتوى الرقمي، وتقنيات تتبع مواقع النشر والبث المباشر.
أخبار متعلقة :