خليج نيوز

ما قبل النفس الأخير.. جمال الغيطاني يروي كواليس آخر لقاء بـ نجيب محفوظ خليج نيوز

تحدث الكاتب الكبير جمال الغيطاني عن رؤيته لنجيب محفوظ لآخر مرة، يقول جمال الغيطاني:" قدر لي أن أكون آخر من يراه نجيب محفوظ، كان ذلك في مستشفى الشرطة، الثانية عشرة ليلًا قبل النفس الأخير بساعة واحدة.

"اللحظة الأخيرة تستدعى اللحظة الأولى، أعود بالذاكرة إلى يوم جمعة عندما وقع بصري عليه لأول مرة. أعود إلى أوراقي المدونة، كأني أراه في حركته، في تقدمه باتجاه المقهى الذى كانت تعقد به الندوة الأسبوعية التي ستلعب دورًا كبيرًا في تكوين، توقف بسبب تدخل الأمن تستمر علاقتي به حتى اكتمال أجله دائمًا أعود إلى تلك اللحظة عندما رأيته أول مرة.

جمال الغيطاني

ويكمل في حوار أجراه الكاتب الصحفي إبراهيم عبد العزيز ونشر بمجلة الإذاعة والتلفزيون:" إذن كان الوقت قبل العاشرة إذ كان الأستاذ قادمًا ناحية ميدان العتية الخضراء متجهًا إلى مقهى الأوبرا ولأنه شديد الدقة فلابد أن الوقت كان دون العاشرة بدقائق كان ذلك عام تسعة خمسين، أحد أيام الجمعة الخريفية.

يواصل:" في تلك اللحظة النائية التي رأيته فيها لأول مرة، كان عمره تسعة وأربعين عامًا، وكنت أخطو نحو عامي الخامس عشر لا أدري كيف عرفت أنه نجيب محفوظ لم يكن التليفزيون قد دخل إلى حياتنا بعد ربما من صورته التي نشرت له على الغلاف الداخلى لرواية خان الخليلي وربما من صور أخرى نشرت في بعض الصحف والمجلات الأخرى.

نجيب محفوظ

ويستطرد:" كنت أقف في مواجهة الجانب الجنوبي للأوبرا القديمة الجميلة التي افتتحت في عهد الخديو إسماعيل، كنت أقف منتظرًا صديق وزميل دراسة يسكن تلك العمارة القديمة المطلة على شارع عبد الخالق ثروت باشا عندما ظهر نجيب محفوظ. كنت أمسك مجموعة قصصية لأنطون تشيكوف ترجمها إلى العربية د. محمد القصاص، وما زلت احتفظ في مكتبتي بتلك المجموعة الجميلة.

ويكمل:" تقدمت منه وعندما نطقت بالتحية أطلت على نظرته الهادئة المتأملة التي لم تغيرها السنوات، وتواليها وما تحفل به..

- صباح الخير يا أستاذ نجيب.

- صباح النور.. أهلًا.

قلت له إننى مبسوط لرؤيته وأنني أقرأ له، وأنني أكتب أيضًا، أبدى ترحيبًا، ودعاني إلى الندوة الأسبوعية قال بصيغة الجمع: إحنا بنقعد كل يوم جمعة من الساعة عشرة، كانت الندوة أهم نقطة تحلق حولها هذا الجيل وتكون اتصلت علاقتنا وتطورت عبر السنين انتقلت بصحبته وتحت رعايته من الشباب إلى الشيخوخة عشت معه أفراح وأحزان الوطن والإنسانية، كذلك خلجاتنا الشخصية أحزاننا وأفراحنا، إذ تحل ذكراه فإننى أستعيد عمرى بمراحله من الصبا إلى الشيخوخة.

أخبار متعلقة :