خليج نيوز

CNN: الهند وباكستان تدّعيان النصر.. ولكن لا رابح في هذا الصراع خليج نيوز

رغم تبادل الضربات العسكرية الثقيلة خلال الاشتباك الأخير بين  الهند وباكستان، إلا أن الطرفين يسارعان إلى إعلان النصر، في وقت لا يلوح فيه أي منتصر حقيقي على أرض الواقع.

وحسب تقرير عبر شبكة CNN الأمريكية، ففي الهند، عجّت الشاشات الإخبارية بعناوين صاخبة فور دخول وقف إطلاق النار الذي تم بوساطة أمريكية حيّز التنفيذ، حيث تصدرت شاشات التلفزة عبارة: "باكستان تستسلم".

احتشاد المواطنين في إسلام آباد 

ووفقا للتقرير فيما اعتبر وزير الدفاع الهندي راجناث سينغ أن العملية العسكرية وجهت "رسالة قوية للإرهابيين"، احتشدت المواطنين في إسلام أباد للاحتفال بما وصفه رئيس الوزراء الباكستاني شهباز شريف بأنه "نصر عسكري تاريخي"، مشيداً بـ"بطولات الجيش الباكستاني" الذي قال إنه "أسكت المدافع الهندية في غضون ساعات".

واوضح التقرير ان هذا التراشق في الروايات يعكس حجم التوتر الذي طبع المواجهة الأخيرة، والتي اندلعت إثر هجوم دموي استهدف سياحًا في كشمير الخاضعة للإدارة الهندية.

 وبينما تقول باكستان إن طياريها أسقطوا خمس مقاتلات هندية – من بينها ثلاث طائرات "رافال" فرنسية الصنع – تصرّ نيودلهي على نفي سقوط أي طائرة تابعة لها.

وفي المقابل، كشفت الهند عن صور أقمار صناعية تُظهر دماراً واسعاً طال مدارج طيران ومحطات رادار داخل قواعد عسكرية باكستانية، نتيجة ضربات جوية مكثفة شنتها طائراتها.

وسط هذا التناقض الصارخ في السرديات، تبرز حقيقة دامغة: كلا الطرفين تكبّدا خسائر ملموسة، مادية ومعنوية، في صراع عابر لا يحسم شيئاً في جوهر النزاع.

وحتى وقف إطلاق النار نفسه تحوّل إلى ساحة صراع دبلوماسي، فبينما أكدت واشنطن أن الهدنة جاءت نتيجة جهود مكثفة قادها وزير الخارجية ماركو روبيو ونائب الرئيس جي دي فانس، شكرت إسلام أباد التدخل الأمريكي، فيما سعت نيودلهي إلى التقليل من الدور الأمريكي، مشددة على أن الاتفاق تم التوصل إليه بشكل مباشر بين الطرفين.

هذا الرفض الهندي العلني للوساطة الدولية ليس جديدًا، بل يأتي في سياق سياسة راسخة ترفض أي تدخل خارجي في قضية كشمير، التي تراها شأناً داخلياً.

ومع ذلك، عرض الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، عبر منصته "تروث سوشيال"، المساعدة في إيجاد حل دائم للنزاع الكشميري، قائلاً: إنه “مستعد للعمل على ذلك ولو استغرق الأمر ألف عام”، وبينما لاقت هذه المبادرة ترحيبًا في باكستان، قوبلت بصمت تام من الجانب الهندي.

في المحصلة، لا يُعد وقف إطلاق النار الحالي سوى مسكّن مؤقت، أو "ضمادة سياسية" لا تداوي الجراح العميقة والمتجذرة في تاريخ الصراع على كشمير – النزاع الذي ما زال مرشحاً للانفجار في أي لحظة، مهما طغت عبارات النصر المؤقت.

 

أخبار متعلقة :