خليج نيوز

تصعيد دبلوماسي جديد في ظل توتر متزايد.. بولندا تتهم روسيا بالتخريب وتغلق قنصليتها

في خطوة تصعيدية جديدة تعكس التوتر المتزايد بين بولندا وروسيا، أعلنت وارسو عن إغلاق القنصلية الروسية في مدينة كراكوف، متهمة موسكو بالوقوف وراء حريق متعمد دمر مركزًا تجاريًا في وارسو العام الماضي. 
القرار أثار ردود فعل غاضبة من الجانب الروسي، الذي توعد بـ"رد مناسب"، مما ينذر بمزيد من التصعيد في العلاقات الثنائية المتدهورة بين البلدين.

بولندا تتخذ إجراءات حازمة:

أعلن وزير الخارجية البولندي، راديك سيكورسكي، يوم الاثنين، عن قراره بإغلاق القنصلية الروسية في كراكوف، مستندًا إلى أدلة تشير إلى تورط الاستخبارات الروسية في حريق متعمد دمر مركز "ماريويسلكا 44" للتسوق في وارسو في مايو 2024. 
وأكد سيكورسكي أن هذا القرار يأتي في إطار رد بولندا على "أعمال تخريبية" تنفذها روسيا على الأراضي البولندية.

تفاصيل الحريق والتحقيقات:

الحريق الذي اندلع في مركز "ماريويسلكا 44" للتسوق، والذي يضم نحو 1400 محل ونقطة خدمية، تسبب في خسائر فادحة وأثر بشكل كبير على المجتمع الفيتنامي في وارسو. 
التحقيقات التي استمرت عامًا كاملًا كشفت أن الحريق كان نتيجة لعملية تخريبية منسقة من قبل الاستخبارات الروسية، حيث تم تحديد هوية بعض المتورطين وتوقيفهم، بينما لا يزال آخرون قيد الملاحقة.

ردود فعل روسية غاضبة:

في المقابل، أعربت وزارة الخارجية الروسية عن استيائها من قرار بولندت، واصفة إياه بأنه "خطوة عدائية أخرى" تهدف إلى تقويض العلاقات الثنائية. 
وأكدت المتحدثة باسم الوزارة، ماريا زاخاروفا، أن موسكو ستتخذ "ردًا مناسبًا" على هذه الخطوة، دون تقديم تفاصيل إضافية.

تصاعد التوترات بين البلدين:

تأتي هذه التطورات في سياق توتر متزايد بين بولندا وروسيا، خاصة منذ بدء الغزو الروسي لأوكرانيا في عام 2022. 
بولندا، التي تعد من أبرز الداعمين لأوكرانيا، اتهمت روسيا مرارًا بتنفيذ هجمات تخريبية وهجمات إلكترونية على أراضيها، بالإضافة إلى حملات تضليل إعلامي تستهدف البنية التحتية البولندية.

إجراءات سابقة وردود متبادلة:

سبق لبولندا أن أغلقت القنصلية الروسية في بوزنان في أكتوبر الماضي، متهمة موسكو بمحاولات تخريبية مماثلة. 
وردت روسيا بإغلاق القنصلية البولندية في سانت بطرسبرغ. وفي يوليو، أغلقت روسيا القنصلية البولندية في سمولينسك، مما دفع بولندا للتهديد بإجراءات مماثلة.
مع استمرار تبادل الاتهامات والإجراءات الدبلوماسية التصعيدية بين بولندا وروسيا، يبدو أن العلاقات بين البلدين تتجه نحو مزيد من التدهور. 
في ظل هذه الأجواء المتوترة، يبقى السؤال: هل ستؤدي هذه التطورات إلى مواجهة دبلوماسية أوسع نطاقًا، أم أن هناك مجالًا للتهدئة وإعادة بناء الثقة بين الطرفين؟

أخبار متعلقة :