خليج نيوز

كيف تمكنت الوساطة الأمريكية من وقف التصعيد بين الهند وباكستان؟.. والسعودية وإيران يبرزان دورهما في إحلال السلام بين البلدين - خليج نيوز

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

بعد 4 أيام من الأعمال العدائية الشديدة والمخاوف من اندلاع حرب شاملة بين الهند وباكستان، لعبت الولايات المتحدة دورًا حاسمًا في الوساطة لفرض وقف إطلاق النار بين البلدين حول منطقة كشمير المتنازع عليها. 

ورغم أن الهدنة قد أنهت أسوأ مواجهة عسكرية بين البلدين في 25 عامًا، يرى الخبراء أن السلام الدائم ليس مضمونًا.

الوساطة الأمريكية.. مخرج للطرفين

أشاد محللو السياسة الخارجية بالدور الأمريكي في توفير مخرج للطرفين من التصعيد العسكري. وقالت ميرا شانكار، السفيرة السابقة للهند في الولايات المتحدة، إن "الولايات المتحدة لعبت دورًا مفيدًا في إقناع باكستان بقبول الهدنة"، بينما أشار أجاي بيساريا، المفوض السامي السابق للهند في باكستان، إلى أن الولايات المتحدة استغلت أدوات مثل شروط صندوق النقد الدولي لتسريع إنهاء الأعمال العدائية.

وأكد المحللون من الجانب الباكستاني أيضًا أن الوساطة الأمريكية كانت ضرورية، حيث أضاف حسين حقاني، السفير الباكستاني السابق، أن "الولايات المتحدة قدمت غطاء للطرفين لوقف القتال بسبب الكبرياء الوطني للقيادتين".

دور السعودية وإيران كوسطاء

إلى جانب الولايات المتحدة، برزت السعودية وإيران كوسيطين رئيسيين بفضل علاقاتهما التاريخية والاقتصادية مع الهند وباكستان. 

وأكدت مصادر دبلوماسية رفيعة المستوى أن عادل الجبير، وزير الدولة السعودي للشؤون الخارجية، وعباس عراقجي، وزير الخارجية الإيراني، استخدما علاقاتهما مع البلدين لتقديم الوساطة.

الجيش الباكستاني وتأثيره الداخلي

عبرت ديبا جوبالان وادهوا، الدبلوماسية السابقة، عن قلقها من تأثير الجيش الباكستاني الكبير في السياسة الداخلية، حيث قالت إن الأحداث الأخيرة تُظهر "الجيش الباكستاني كـ 'مارق' وتعكس الانقسامات بين القيادة العسكرية والحكومة المدنية في باكستان".

هل يمكن أن يصمد السلام؟

تحذر شخصيات عسكرية ودبلوماسية من أن الهدنة ليست ضمانًا للاستقرار في المستقبل، فالعميد س. ك. تشاترجي، الاستراتيجي العسكري الهندي، أشار إلى أن "وقف إطلاق النار قد يستمر على المدى القصير، لكنه لن يكون ضمانًا لاستقرار طويل الأمد".

وأضاف شاكار، السفير الهندي السابق في الولايات المتحدة، أنه "من مصلحة البلدين عدم التصعيد مجددًا، لكن التوترات على المدى الطويل ستظل قائمة بسبب قضايا الإرهاب وأمن المياه". كما أكد أن "الهدنة ستستمر على الأرجح، لكن تخفيف التوترات سيستغرق وقتًا أطول".

التحديات المستقبلية.. استمرار التوترات

رغم الهدنة الحالية، يبقى التوتر مرتفعًا في المنطقة، خاصة في المناطق المتنازع عليها على طول خط السيطرة الفاصل. 

ووفقًا لبيساريا، فإن قضايا مثل الإرهاب، ومعاهدة مياه نهر السند، ستستمر في تأجيج العلاقات بين الهند وباكستان.

وختمت إليزابيث ثريلكلد، مديرة قسم جنوب آسيا في مركز ستيمسون في واشنطن، بالقول: "من المهم أن يظل الطرفان ملتزمين بالهدنة، وأن يعمل الجميع على تجنب تكرار الأزمة. ينبغي أن يكون التركيز الرئيسي هو منع تصعيد آخر في المستقبل".

 

أخبار متعلقة :