في خطوة تعكس الاهتمام المتزايد بتنمية قطاع التعدين المصري وتعظيم عائدات الدولة من الثروات المعدنية، يقوم المهندس كريم بدوي، وزير البترول والثروة المعدنية، اليوم الخميس، بجولة ميدانية موسعة لتفقد أعمال منجم السكري للذهب بمدينة مرسى علم بمحافظة البحر الأحمر، يرافقه الجيولوجي ياسر رمضان، رئيس الهيئة المصرية العامة للثروة المعدنية، وعدد من قيادات الوزارة والشخصيات التنفيذية المعنية.
تفاصيل زيارة وزير البترول لمنجم السكري
وتأتي الزيارة بالتزامن مع الطفرات الإنتاجية التي يشهدها المنجم في الآونة الأخيرة، إلى جانب التوسعات التشغيلية الضخمة التي تنفذها شركة "أنجلو جولد أشانتي" العالمية، صاحبة حق الامتياز في استغلال المنجم بالشراكة مع الحكومة المصرية، ممثلة في شركة "السكرى لمناجم الذهب" المشتركة.
كما تشير التوقعات إلى أن الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، سيشارك في الزيارة الميدانية، تأكيدًا على الدعم الحكومي الرفيع لمشروعات التعدين الاستراتيجية في مصر.
منجم السكري، الذي يقع في قلب الصحراء الشرقية على بعد نحو 30 كيلومترًا من مدينة مرسى علم، يُعد من أكبر 10 مناجم ذهب على مستوى العالم من حيث الاحتياطي والإنتاج، حيث تبلغ احتياطياته المؤكدة أكثر من 12 مليون أوقية، بينما يُقدر الاحتياطي المتوقع بنحو 15.5 مليون أوقية.
وقد بدأ تشغيل المنجم في عام 2009، ومنذ ذلك الحين سجل إنتاجًا تجاوز 5 ملايين أوقية حتى منتصف عام 2024، بقيمة تقدر بالمليارات من الدولارات، تمثل مصدرًا حيويًا للعملة الصعبة وتعزز من ميزان المدفوعات المصري.
أنجلو جولد.. عملاق عالمي في خدمة الذهب المصري
وتعد شركة أنجلو جولد واحدة من أكبر شركات تعدين الذهب في العالم، مقرها الرئيسي في جنوب أفريقيا، وتدير مشروعات تعدينية في أربع قارات، وقد حصلت الشركة مؤخرًا على امتياز تطوير مناطق إضافية مجاورة لمنجم السكري، ضمن خطة توسعية كبيرة تهدف إلى تعظيم الإنتاج، وتعزيز التقنيات المستدامة في أعمال التعدين، وزيادة الاعتماد على الطاقة النظيفة.
وتسعى الشركة إلى تحقيق إنتاج سنوي يتجاوز 500 ألف أوقية من الذهب، مدعومة بمشروعات تطوير البنية التحتية والتحديث المستمر لتقنيات الحفر والاستخلاص.
نقلة نوعية في التعليم الفني والطاقة المتجددة
وفي إطار الزيارة، من المقرر أن يتفقد الوزير مدرسة التعدين الأولى بمرسى علم، وهي أول مدرسة فنية متخصصة تم تأسيسها بالتعاون بين وزارة البترول ووزارة التربية والتعليم لتخريج كوادر فنية مؤهلة للعمل في قطاع التعدين.
كما تشمل الجولة زيارة محطة الطاقة الشمسية التي تخدم مرافق منجم السكري، والتي تُعد نموذجًا رائدًا في دمج مصادر الطاقة المتجددة في تشغيل الأنشطة التعدينية، في خطوة تعكس التزام مصر بتحقيق أهداف التنمية المستدامة وخفض البصمة الكربونية للصناعات الاستخراجية.
رسالة تنموية واضحة
كما تعكس الزيارة الرؤية الإستراتيجية لوزارة البترول والثروة المعدنية بقيادة المهندس كريم بدوي، والتي ترتكز على استغلال الثروات المعدنية بصورة مثلى، وتحويل قطاع التعدين إلى مصدر رئيسي للناتج المحلي الإجمالي.
كما تمثل إشادة دولية بثقة المستثمرين العالميين في مناخ الاستثمار في مصر، خصوصًا في قطاع التعدين، الذي يشهد إصلاحات تشريعية وهيكلية ضخمة منذ تحويل هيئة الثروة المعدنية إلى كيان اقتصادي مستقل.
أخبار متعلقة :