ذَهَبَ الضوءُ بعيدًا
فارْتَدّ البَصَرُ حسيرًا
يجمعُ أشْلاءَ بقيا اليومِ العابرِ
(بعضَ الأسماءِ الواضحةِ
وأسماءً بلهاءْ
والأخرى شَوْهاءَ
وبَعْضَ البعضِ العلياءْ
ذِكْرَى رَجلٍ تسْكُنُ كلَّ وفاءْ
ضحْكةَ طفلٍ
لُعْبةَ بنْتٍ
ومواثيقَ غِنَاءْ
بعضَ الأوْراقِ
وَقَلَمًا يكتبُ
ما أُمْلِيهِ دونَ عَنَاءْ
أشياءً فى الهامشِ
-كانتْ مَتْنًا-
أحْفظُها فى المَتْنِ
وإنْ غَضِبَ الجُهَلاءْ
مِثْلَ: الحريّةِ والحُبِّ
الوطنيةِ والصّدْقِ
الإخلاصِ
الإبداعِ
العِلْمِ
التّضْحيةِ
الصّبْرِ
وكلِّ بهاءْ).
ذهَبَ الضوْءُ بعيدًا
يدخلُ غُرْفتَهُ وينامْ
يبْصرُ بعْضًا مِمَّنْ عَبَرُوا:
( - ذاكَ الوَالِدَ
سارَ مع الدُّنيَا
فى مَوْجاتٍ هَوْجاءْ
يَتدَافَعُ فيها الناسُ
لِقَبْضِ الظّلِّ
تَسَرَّبَ
مِنْ بَيْن أصابِعِهِمْ فى الصّحراءْ
فهى المُتأمَّلُ حِينًا
والمُنتَظرُ طويلا.
- وحياةَ الكَنّازِ
الْهَمّازِ
اللّمَّازِ
- ومَنْ يَحْقدُ
أوْ يَسْتَسْلمُ للحائطِ
أَوْ.....
- وَأخًا
فَتَحَ البابَ
يُؤسّسُ أرْضًا خضراءْ
دَخلَتْ رِيحٌ سوداءْ.
- تظْهرُ أمٌّ فَيْحاءْ
تَحْفظُ أرْكانَ البَيْتِ
تُقاتلُ صُبْحًا ومساءْ
تَتقلّبُ فى وَجْهِ الطّمَّاعينَ
المُحْتالينَ
الجَبّارينَ
الخُبَثاءْ
بسلاحٍ ينْفُذُ فى الأحْشاءِ
ويَسْترُها سيْفُ ذكاءْ
ذَهَبَتْ بَعْدَ نضالٍ
ضدَّ الغُرْبَةِ فى وَطَنٍ
ظلَّتْ تَحْمِى فيهِ البَيْتَ
إلى أنْ خارتْ بكئُودٍ كَأْداءْ).
ذَهبَ الضوءُ بعيدًا
والولدُ الواقفُ قلقًا عنْدَ البحرِ
يتابعُ قُرْصَ الشمسِ
تَقدَّمَ بحقيبتِهِ عنْدَ النّخلةِ
أفْرَغَهَا
خَرجَتْ كُلُّ أشعَّتِها المحفوظةِ
منْ بعْضِ بقايا شمْسِ الأمسِ
تضِيءُ
إلى أنْ تأتى شمسُ غَدٍ
بأيادٍ بيضاءْ.
■ محمد عبد الستار الدِّش أو(محمد الدش)..عضو النقابة العامة لاتحاد كتاب مصر- السكرتير العام للنقابة الفرعية لاتحاد كتاب مصر فرع وسط الدلتا بطنطا، عضو مؤسس لجماعة رؤى الأدبية ١٩٩٧. أصدر عددًا من الدواوين الشعرية للكبار منها (يمام الرؤى – رائحة للوطن – من أغانى الطمى – من أحوالها – على باب مناماتى) وللأطفال (حلم الوردة – حديث الوقت – أغنيات أحبها). وترجمت بعض القصائد للإنجليزية.
أخبار متعلقة :