خليج نيوز

الإعلام العبري يفضح الموساد.. تسليم وثائق كوهين بادرة حسن نية سورية لترامب خليج نيوز

أكدت وسائل إعلام عبرية أن السلطات السورية هي من قامت بتسليم إسرائيل مقتنيات تعود للجاسوس الإسرائيلي الشهير إيلي كوهين، كمبادرة دبلوماسية لتهدئة التوتر مع إسرائيل وكبادرة حسن نية تجاه الرئيس الأمريكي آنذاك دونالد ترامب. 

وفي هذا الصدد، أكدت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، أن هذا التقرير يأتي بعد يومين فقط من إعلان جهاز المخابرات الإسرائيلي "الموساد" أنه استعاد أرشيفًا كاملًا لكوهين في عملية سرية ومعقدة، ما يمثل إحراج غير مسبوق لجهاز الاستخبارات اليهودي.

مقتنيات ثمينة من حقبة كوهين تسلمتها إسرائيل

وبحسب ما نقلته وكالة "رويترز" الإخبارية الدولية، فإن المواد التي سُلّمت لإسرائيل تضمنت حوالي 2500 وثيقة وصورة وأغراضًا شخصية تعود لإيلي كوهين، الذي أُعدم في ساحة عامة بالعاصمة السورية دمشق عام 1965 بعد اكتشاف نشاطه الاستخباراتي لصالح إسرائيل داخل أروقة الحكم السوري، وقد أُعيدت هذه المواد قبل أسابيع قليلة، قبيل إحياء الذكرى الستين لإعدامه في 18 مايو.

وأفادت المصادر، بأن الرئيس السوري الجديد أحمد الشرع، اتخذ قرار تسليم الأرشيف إلى إسرائيل في محاولة لفتح نافذة دبلوماسية جديدة مع الغرب، وللتودد إلى الإدارة الأمريكية. 

وكان الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب قد التقى بالشرع مؤخرًا خلال زيارته للسعودية، وقال عقب اللقاء إنه عبّر عن أمله بانضمام سوريا إلى "اتفاقيات أبراهام" في حال استقرت الأوضاع، وأن الشرع أبدى تجاوبًا مع هذا الطرح.

تفاصيل مثيرة حول العثور على أرشيف كوهين

وقال مصدر أمني سوري إنالأرشيف الخاص بكوهين تم العثور عليه في أحد مباني الأجهزة الأمنية السورية، عقب سقوط نظام بشار الأسد على يد فصائل المعارضة بقيادة الشرع. وأوضح المصدر أن الشرع ومستشاريه أدركوا الأهمية الرمزية والسياسية الكبرى لهذه المواد بالنسبة لإسرائيل، فقرروا استخدامها كأداة ضغط دبلوماسي.

ووفقًا للمصدر ذاته، فإن الشرع رأى في تسليم الأرشيف فرصة لتحقيق تقارب سياسي مع الغرب، خاصة في ظل ما وصفه بـ"الجمود الدولي تجاه الوضع السوري"، كما سعى إلى تقديم بادرة حسن نية تجاه واشنطن من خلال هذه الخطوة.

أكاذيب الموساد

وأكدت صحيفة "يديعوت أحرنوت" الإسرائيلية، أن الموساد قد أعلن الأحد الماضي عن تنفيذ عملية سرية بالتعاون مع جهاز استخبارات "شريك استراتيجي"، جرى خلالها تهريب الأرشيف السوري الرسمي المتعلق بكوهين إلى داخل إسرائيل. وأفاد البيان بأن المواد شملت وثائق استخباراتية، تسجيلات صوتية، تقارير تحقيقات، صور من فترة نشاطه داخل سوريا، بالإضافة إلى مقتنيات شخصية تمت مصادرتها من منزله بعد اعتقاله.

وأضاف أن استعادة الأرشيف تمثل خطوة أخرى في مساعي الجهاز للوصول إلى مكان دفن كوهين في دمشق، والذي لا يزال مجهولًا حتى اليوم.

وأشارت الصحيفة إلى أن سلطات الاحتلال الإسرائيلية تحاول نفي تقرير رويترز، ولكنها رفضت في الوقت نفسه إصدار أي بيان لتكذيب الوكالة الدولية، واكتفت برواية الموساد.

وأضافت، أن بين التأكيد الإسرائيلي على تنفيذ عملية استخباراتية سرية، وبين الإشارات السورية إلى تقديم تلك المواد كمبادرة سياسية مدروسة. 

وتظل تفاصيل كثيرة في طي الكتمان، خاصة مع رفض إسرائيل الإدلاء برد رسمي على التسريبات، وغياب أي توضيح مباشر من دمشق، التي تعيش مرحلة انتقالية حساسة بعد الإطاحة بنظام الأسد.

أخبار متعلقة :