مع اقتراب عيد الأضحى المبارك، تنشط بعض المنصات الرقمية التي تدّعي تنفيذ مشاريع الذبائح وحفر الآبار وتوزيع اللحوم في قارة إفريقيا، مستغلة مشاعر المسلمين ورغبتهم في فعل الخير، لتكون غطاءً لجرائم النصب والاحتيال على المواطنين، تحت أسماء مثل "منصة جواد"، "إعمار إغاثة إفريقيا"، و"مؤسسة عون إفريقيا للذبائح وحفر الآبار".
خداع باسم الخير
تزعم هذه المنصات تنفيذ الأضاحي نيابة عن المتبرعين وتوزيعها في المناطق الفقيرة بإفريقيا، مقابل تحويل الأموال عبر روابط إلكترونية أو حسابات بنكية غير موثقة. وتروج عبر وسائل التواصل الاجتماعي مستغلة صور أطفال أفارقة ومقاطع فيديو مركبة، دون وجود أي دليل على تنفيذها للوعود الخيرية.
وزارة الأوقاف: التحري قبل التبرع
كانت قد حذرت وزارة الأوقاف المصرية، ومؤسسات دينية رسمية أخرى، من التعامل مع كيانات غير مرخصة أو غير خاضعة للرقابة الشرعية أو المالية، مؤكدة أن التبرع يجب أن يكون من خلال جهات رسمية معروفة مثل صندوق الزكاة، أو الجمعيات المُسجلة والمعتمدة لدى الدولة.
قضية «صكوك الأضاحي» الوهمية
مع اقتراب عيد الأضحى، حذرت الجهات الأمنية من مكالمات احتيالية تدّعي جمع تبرعات لصكوك الأضاحي باسم جمعيات خيرية وهمية.
تبين أن عصابات دولية منظمة تقف وراء هذه المكالمات، مستغلة رغبة المواطنين في التبرع خلال موسم الأضاحي. العقوبات قد تصل إلى الحبس 5 سنوات وغرامة تصل إلى مليون جنيه.
ضبط شبكة تروّج لمشاريع وهمية
في أبريل 2025 تمكنت قوات الأمن من ضبط شبكة إجرامية تدير قنوات فضائية غير مرخصة، تروج لمشاريع وهمية مثل بناء المساجد وزراعة النخيل، وتجمع تبرعات من المواطنين عبر منصات التواصل الاجتماعي. تم ضبط مبالغ مالية ومعدات تصوير، وتبين أن المتهمين استغلوا المواطنين في جمع الأموال عبر قناتين غير مرخصتين.
عقوبات صارمة تنتظر النصابين
وفقًا لقانون العقوبات المصري، فإن جرائم النصب والاحتيال، خصوصًا التي تتم عبر الإنترنت، تخضع لمواد قانونية مشددة، أبرزها:
المادة 336 من قانون العقوبات: تعاقب بالحبس كل من توصل إلى الاستيلاء على مال الغير بالاحتيال.
قانون مكافحة جرائم تقنية المعلومات رقم 175 لسنة 2018:
المادة 25: الحبس مدة لا تقل عن ستة أشهر وغرامة من 50 إلى 100 ألف جنيه لكل من اعتدى على المبادئ أو القيم الأسرية أو قام بنشر محتوى مضلل.
المادة 27: الحبس مدة لا تقل عن سنتين وغرامة لا تقل عن 100 ألف جنيه، لكل من استخدم موقعًا أو حسابًا مزيفًا للنصب أو الاحتيال أو الترويج لأعمال وهمية.
الجهات الأمنية تتابع وتحقق
أكدت مصادر أمنية أن هناك بلاغات قيد التحقيق تخص تلك المنصات، ويتم تتبع نشاطها الإلكتروني، والتنسيق مع وحدة مكافحة الجرائم الإلكترونية للقبض على المتورطين، خاصة إذا ثبت تلقيهم تحويلات مالية باسم الأضحية دون تنفيذ حقيقي.
نصائح للمواطنين
- لا تتعامل مع صفحات غير موثقة أو مجهولة المصدر.
- تحقق من ترخيص الجهة الخيرية قبل التبرع.
- استخدم القنوات الرسمية لضمان وصول الأضحية إلى مستحقيها.
- أبلغ الجهات الأمنية عن أي محاولة نصب باسم عيد الأضحى أو الأغراض الخيرية.
ترتبط شعائر عيد الأضحى المبارك بقيم التضحية والإخلاص، ويجب ألا تتحول إلى وسيلة يستغلها البعض للربح غير المشروع أو الاحتيال على البسطاء.
وتتطلب مواجهة هذه الظاهرة وعيًا شعبيًا، وإجراءات قانونية صارمة ضد كل من تسوّل له نفسه العبث بالمقدسات أو التلاعب بعواطف الناس.
أخبار متعلقة :