بعد تمكن الفصائل السورية المسلحة فجر الثامن من ديسمبر 2024 من السيطرة على العاصمة السورية دمشق ورحيل الرئيس السوري «بشار الأسد» بعد حوالي 11 يوما من العملية التي حملت اسم "درع العدوان"؛ بدأت ملامح تغيير في موقف الميليشيا الحوثية، فبعدما كانت تنتقد تحركات الفصائل السورية وتؤكده دعمها لـ"الأسد" بدأت تغير من حدة لهجتها بالإعلان عن رغبتها في التعاون مع الأطراف الجديدة المسيطرة على المشهد السوري الراهن تحت مزاعم محاربة الاحتلال الإسرائيلي.
وتجدر الإشارة إلى أن زعيم الميليشيا «عبدالملك الحوثي» كان قد وصف ما يحدث في سوريا في خطاب متلفز له في 5 ديسمبر 2024، بأنه يأتي تحت عناوين "تحرير الشام" الهادفة لخدمة مساعي أمريكا وإسرائيل لصرف الاهتمام كلياً عن القضية الفلسطينية بهدف تصفيتها في أجواء من الانشغال التام عنها، وأضاف وقتها أن هناك أنظمة إسلامية كبرى تقوم بإثارة الفتن في الأمة كـ"عربون" طاعة لـلرئيس الأمريكي المنتخب "دونالد ترامب" قبل توليه رئاسة البيت الابيض، وذلك في مقابل تدمير وإحراق بلدان وفعل ما يخدم العدو.
تحول حوثي
وبعد سيطرة الفصائل السورية على دمشق، بدأ الحوثيون في توجيه الانتقادات لـ«بشار الأسد» (رغم العلاقة الجيدة التي كانت تجمعهم) بالقول أنه رفض التعاون مع الميليشيا لتحرير الجولان، إذ أشار نائب مدير دائرة التوجيه المعنوي بالقوات الحوثية «عبدالله بن عامر»، في 9 ديسمبر 2024، أن صنعاء سبق وتقدمت بعرض للرئيس السوري "بشار الأسد" للمساهمة بفتح جبهة الجولان في سوريا، قائلاً، "لن نكشف سراً عند القول أن اليمن قبل وبعد الطوفان طرح أكثر من مرة وبكل جدية إمكانية فتح جبهة الجولان مع المساهمة وكان الرد في كل مرة يمكن وصفه بالسلبي"، وأضاف أن النظام السوري كان يمتلك الصواريخ بأنواعها مع أكبر قوة مدرعات وطيران ومع ذلك انتهى وتداعى دون أن يفتح معركة واحدة مباشرة ضد اسرائيل من جهته، ورغم أنه كان يدعم مقاومة لبنان لكنه لم يفعل شيئاً للجولان المحتل.
دعم «الجولاني»
وبعد أيام قليلة بدت ملامح التغيير في موقف الحوثيين بإبداء رغبتهم في التعاون مع الحكام الجدد لسوريا، وكانت البداية بمدير مكتب رئاسة الجمهورية الحوثي «أحمد حامد» الذي قال في تصريح له في 10ديسمبر 2024، أن المقاتلين في سوريا إذا تحركوا لمواجهة العدو الإسرائيلي فسيكون الحوثيون إلى جانبهم بكل ما يستطيعوا في تحرير الجولان المحتلة والمناطق التي تقدم إليها الاحتلال، مشيراً إلى أن "غزة وفلسطين تنتظر جيش تحرير الشام ما الذي سيقدمه لهم وهي قلب الشام وجرحه الدامي، وما الذي سيعمله الجولاني وجيش تحرير الشام من أجل تحرير الجولان السوري، وقد عبر العدو الإسرائيلي الحدود ودخل المنطقة العازلة في الجولان ومركز القنيطرة".
في ضوء ما تقدم، يمكن القول أن الميليشيا التي كانت في البداية تنتقد تحركات الفصائل السورية المسلحة خوفاً من أن ينتقل ذلك إلى اليمن وخاصة المناطق الواقعة تحت سيطرة الميليشيا، وتسعى في الوقت الراهن لإيصال رسالة للأطراف المسيطرة حالياً على المشهد السوري مفادها أنها لا تعارضهم ولا تخالفهم النهج، وإنما حريصة على تعزيز أواصر التعاون خلال الفترة المقبلة من أجل الرد على إسرائيل ومواجهة جميع تحركاتها الرامية للسيطرة على المنطقة.
أخبار متعلقة :