ذكرت تقارير إعلامية، أبرزها موقع "نزيف" الإسرائيلي المتخصص في الشؤون العسكرية، أن مروحية تابعة للجيش الإسرائيلي هبطت مساء الاثنين قرب موقع عسكري في محيط العاصمة السورية دمشق، قبل أن تغادر بعد نحو 20 دقيقة.
ووفقًا للموقع، نقلت مصادر لوكالة "سبوتنيك" الروسية أن الجنود الإسرائيليين الذين كانوا على متن المروحية دخلوا الموقع العسكري السوري لفترة قصيرة، ثم غادروا باتجاه الجنوب السوري دون تقديم أي تفاصيل إضافية حول الهدف من الزيارة أو سبب اختيار هذا الموقع بالتحديد.
شكوك حول رفات إيلي كوهين
تزامن هذا التحرك مع تقارير إعلامية تتحدث عن جهود إسرائيلية مستمرة للبحث عن رفات الجاسوس إيلي كوهين، الذي أُعدم علنًا في دمشق عام 1965. وكان كوهين، الذي نجح في التسلل إلى أعلى مستويات القيادة السورية في فترة الستينيات، قد شغل منصبًا رفيعًا كنائب لرئيس الجمهورية قبل اكتشاف هويته وإعدامه.
وأفادت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" بأن إسرائيل تستغل الأوضاع السياسية والأمنية الراهنة في سوريا لمحاولة تحديد مكان دفن كوهين، إلى جانب البحث عن رفات جنود إسرائيليين مفقودين من حروب سابقة.
تنسيق مع فصائل سورية مسلحة؟
وفقًا لتقارير إعلامية إسرائيلية، كثّفت حكومة الاحتلال جهودها للتواصل مع فصائل مسلحة في سوريا بهدف الكشف مكان دفن الجاسوس الإسرائيلي إيلي كوهين، الذي أُعدم في دمشق عام 1965 بعد تسلله إلى مواقع قيادية رفيعة في الدولة السورية. وتهدف هذه التحركات إلى استغلال الظروف الحالية في سوريا للوصول إلى معلومات قد تُنهي لغز اختفاء رفاته.
وبالإضافة إلى البحث عن كوهين، تسعى إسرائيل أيضًا للعثور على جثمان جندي إسرائيلي قُتل في لبنان خلال معركة عام 1982، وتم نقل رفاته لاحقًا إلى سوريا. وتشير التقارير إلى أن هذا المسعى يأتي في إطار استثمار إسرائيل لتغير الأوضاع السياسية والأمنية في المنطقة لتحقيق أهداف ذات طابع إنساني وعسكري واستخباراتي.
دلالات الحادثة
تأتي هذه التطورات في سياق حساس يشهد تغيّرات كبيرة على الساحة السورية، مما يفتح الباب أمام تساؤلات عديدة حول دوافع التحرك الإسرائيلي الأخير قرب دمشق. هل يتعلق الأمر بمهمة بحث عن الرفات، أم أن هناك أهدافًا عسكرية أو استخباراتية أخرى؟
ويبقى الحدث غير مؤكد رسميًا حتى الآن، بينما تستمر التكهنات حول أهداف الزيارة الغامضة التي أثارت اهتمامًا واسعًا محليًا ودوليًا.
من هو الجاسوس الإسرائيلي إيلي كوهين؟
- النشأة والتجنيد: وُلد في الإسكندرية عام 1924، وانضم في شبابه إلى منظمة صهيونية. جُنِّد من قِبَل الموساد وأُرسل إلى الأرجنتين لتقديم نفسه كرجل أعمال ثري من أصول سورية.
- الاختراق في سوريا: وصل إلى دمشق عام 1962 بهوية مزيفة (كامل أمين ثابت) وتمكن من اختراق القيادة السورية، حيث زوّد إسرائيل بمعلومات استراتيجية ساهمت في نجاحها العسكري، لا سيما في حرب 1967.
كشفه وإعدامه
- الإعدام: كُشف أمره في 1965 وأُعدم شنقًا في ساحة المرجة بدمشق. رفضت الحكومات السورية المتعاقبة طلبات إسرائيل لاستعادة رفاته.
- محاولات إسرائيلية لاستعادة رفاته: استغلت إسرائيل التغيرات السياسية في سوريا لإحياء جهودها. وكانت قد تعاونت مع روسيا عام 2021 للبحث عن جثمانه في جنوب دمشق.
أخبار متعلقة :