شن الطيران الحربي الإسرائيلي، مساء السبت، غارات مكثفة على مستشفى كمال عدوان في بلدة بيت لاهيا شمال قطاع غزة. وأكدت مصادر طبية أن القصف كان "غير مسبوق" من حيث شدته وعنفته، حيث تعرض المستشفى لقصف بالقنابل والقذائف المدفعية، بالإضافة إلى استهداف أقسام المستشفى برصاص قناصين إسرائيليين. هذه الهجمات أسفرت عن أضرار جسيمة في مبنى المستشفى، ما جعل الطواقم الطبية في حالة من الفزع.
الطواقم الطبية تحت القصف: الوضع داخل المستشفى
بحسب المصادر الطبية، تجمعت الطواقم الطبية في مكان واحد بين الممرات والأقسام في محاولة يائسة لحماية أنفسهم من الشظايا والرصاص. كما أفادت بأن الهجوم أسفر عن مقتل وإصابة عدد من الكوادر الطبية والعاملين في المستشفى، إضافة إلى وقوع إصابات في محيط المستشفى نتيجة الانفجارات القوية. الهجوم استهدف أيضاً مولدات الكهرباء داخل المستشفى، مما زاد من تعقيد الوضع الصحي في منطقة تعاني أصلاً من تدهور كبير بسبب الحصار والقصف المستمر.
مستشفى كمال عدوان: هدف متكرر للعدوان الإسرائيلي
يُعد مستشفى كمال عدوان واحدًا من أبرز المستشفيات في شمال غزة، وقد تعرض للقصف الإسرائيلي سابقًا، مما أسفر عن مقتل وإصابة العديد من المدنيين والأطباء. ومنذ بداية العدوان الإسرائيلي على غزة، استهدفت الطائرات الحربية الإسرائيلية العديد من المنشآت الصحية في القطاع، وهو ما أثار انتقادات دولية واسعة من منظمات حقوق الإنسان، التي اعتبرت هذه الهجمات انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي الإنساني الذي يحظر استهداف المنشآت الطبية.
المقاومة الفلسطينية: عمليات استشهادية ومواجهات مستمرة
في سياق متصل، أعلنت "كتائب القسام"، الذراع العسكري لحركة حماس، عن مقتل خمسة جنود إسرائيليين في عملية طعن واشتباك في مخيم جباليا شمالي قطاع غزة. وفقًا للبيان الصادر عن القسام، نفذ مقاتلوها عملية مركبة أسفرت عن "إجهاز" على ثلاثة جنود إسرائيليين طعناً بالسكاكين، ثم اقتحام منزل تحصنت فيه قوات إسرائيلية، حيث تم القضاء على جنديين آخرين. وشدد البيان على أن الاشتباك وقع "من مسافة صفر"، مما يعكس حدة المعركة التي تدور في القطاع.
الهجوم الإسرائيلي: تعزيزات عسكرية وتزايد القصف على غزة
وفي وقت سابق، كانت القوات الإسرائيلية قد دخلت مجددًا إلى شمال قطاع غزة في الخامس من أكتوبر الماضي، حيث أعلنت عن هدفها "منع حركة حماس من استعادة قوتها في المنطقة"، في إشارة إلى استهداف المزيد من البنية التحتية العسكرية لحركة حماس والفصائل الفلسطينية. استمرار القصف الإسرائيلي يأتي في وقت حساس بالنسبة للمفاوضات الدولية بشأن وقف إطلاق النار، وسط تصاعد المطالبات بضرورة حماية المدنيين والمنشآت الصحية.
الأوضاع الإنسانية في غزة: مأساة مستمرة
يواصل قطاع غزة معاناته الإنسانية بسبب العدوان الإسرائيلي المستمر، حيث يعاني سكان القطاع من نقص حاد في المواد الغذائية والدوائية، إضافة إلى انهيار شبه كامل في خدمات الصحة والطاقة. الطواقم الطبية في غزة تعمل تحت تهديد القصف المباشر، في ظل تدمير المستشفيات والمنشآت الصحية. ومع استمرار القصف الإسرائيلي، تزداد الضغوط على المنظمات الإنسانية والدولية لزيادة الدعم والإغاثة.
أخبار متعلقة :