ناقش أستاذ العلوم السياسية الدولية طارق فهمي، التطورات الأخيرة في العلاقات العربية وتأثيرها على الملف السوري، وبدأ فهمي بالتأكيد على أهمية الزيارات التي قام بها وزراء خارجية بعض الدول العربية في الأيام الأخيرة، مشيرًا إلى زيارة وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي كأول زيارة بارزة، بالإضافة إلى وزراء من قطر والإمارات، تعتبر بمثابة مؤشر على انفتاح عربي جديد تجاه القضية السورية، وهو ما يمكن أن يسهم في إعادة تفعيل العلاقات بين الدول العربية وسوريا.
مصر تلعب دورا محوريا في هذه الديناميكيات
وأضاف “فهمي”، في تصريحات خاصة لـ"الدستور"، أن مصر تلعب دورًا محوريًا في هذه الديناميكيات، حيث تلتزم بوحدة الأراضي السورية وتأكيد تماسك الدولة السورية.
ومع ذلك، أشار إلى أن الاتصالات المباشرة بين مصر وسوريا لم تتم بعد، مما يعكس حاجة ملحة لتفعيل هذا الدور المصري بشكل أكبر. واعتبر أن الرؤية العربية تتجلى في هذه التحركات، حيث يتم السعي نحو تشكيل حكومة سورية شاملة تضم جميع الأطياف.
وفيما يتعلق بالهدف من الاتصالات العربية، تساءل فهمي عما إذا كانت هذه الاتصالات تهدف إلى الاعتراف بالنظام السوري من جديد، أو أنها مجرد خطوات أولية في سياق أوسع، مشيرًا إلى أن الوضع لا يزال معقدًا، خاصة مع استمرار وجود هيئات مثل هيئة تحرير الشام، التي لا تزال محظورة، مما يعكس الحاجة إلى معالجة القضايا السياسية والأمنية بعناية.
وتحدث فهمي عن خيارين رئيسية أمام الدول العربية في التعامل مع الملف السوري، الخيار الأول هو "التعامل عن بعد"، حيث تراقب الدول العربية السلوكيات السورية من خلال الزيارات واللقاءات الدبلوماسية، أما الخيار الثاني، فيرتبط بالاستقرار أو عدم الاستقرار في سوريا، خاصة في ظل الصراعات القائمة في الشمال الشرقي، حيث تعتبر تركيا من بين الرابحين الرئيسيين في هذه الأوضاع.
بالإضافة إلى ذلك، شدد فهمي على أهمية البحث عن آليات فعالة لتعزيز التعاون العربي في ظل التحديات الحالية، مشيرًا إلى أن عملية إعادة بناء العلاقات العربية مع سوريا تحتاج إلى مزيد من التشاور والاتفاق بين الدول العربية، كما لفت إلى ضرورة مشاركة جميع الأطراف في العملية السياسية لضمان تحقيق استقرار دائم في البلاد.
وأخيرًا، دعا فهمي إلى الاستمرار في الحوار العربي-العربي كوسيلة لتحقيق الاستقرار في المنطقة، مع مراعاة التعقيدات التاريخية والسياسية التي تواجه سوريا.
وفي ضوء ذلك، يبقى السؤال مطروحًا: “كيف يمكن للعالم العربي أن يساهم بفاعلية في إعادة بناء سوريا وتحقيق الأمن والاستقرار للشعب السوري؟ هذه التحديات تتطلب استجابة جماعية وتعاونًا فعالًا من قبل جميع الدول العربية المعنية”.
أخبار متعلقة :