أيها الأب الفاضل،أيتها الأم الحنون، إليكم نتوجه بهذه الكلمة ونقول: نحن في زمنِ التطوُّر والانفتاحِ، هذا الانفتاحُ الذي وضَع عراقل وعقبات في وجْهِ التربية، فباتَ طريق الثبات فيها صعب، وطريقُ الانفِلات معبدا مزينا بألف زينة وألف لون، فصارت المسؤولية التي تقع على عاتقكم أشد وأصعب، فأنتم الحصن المنيع الذي يحمي الأولاد من كل ما يحيط بهم مِن الفتَن والفسادِ الذي غلَّف مجتمعاتنا، لذا أخي الفاضل، أختي الفاضلة، أهم ما يمكنكم فعله هو:
أولا ازرعوا الوازع الديني:
وهذا من خلالكم أنتم أولا، احرصوا على إتيان الفرائض، والترفع على الآثام، لتكونوا خير قدوة وأحسن مثال، حتى يسيروا على نهجكم، ويتبعون خطواتكم، حببوا إليهم الصلاة، وشجعوهم على جلسات حفظ القرآن، ليعيشوا في سلام.
ثانيا توطيد علاقاتهم بأبنائهم بأسلوب الإقناع
مع التبرير وإتاحة الخيارات، بدلا من الصراخ والنهر والإحراج أو استخدام الثواب والعقاب، وبهذا سوف تجمع بين مزايا التربية الصارمة والمتساهلة التي تعطي الطفل مطلق الحرية ليتصرف حسب رغبته، والطريقة مبنية على التقمص الوجداني مع التركيز على التعاطف والاستجابة لمشاعر الطفل التي دفعته لممارسة سلوكيات خاطئة.
ثالثا علينا تعزيز ثقة الطفل بنفسه
والثقة تبدأ من شعور الطفل بالحبّ والاهتمام من قِبل والديه منذ صغره، وتتطوّر مع مرور الوقت، إذ يشعر الطفل بالثقة بالنفس من خلال منحه بعض الصلاحيات للتصرّف في بعض المواقف، ممّا يُشعره بالرضا عن نفسه، خاصة إذا لقي المدح من طرف أهله.
ثالثا تعليم الطفل روح المشاركة
قد يجد الطفل في مراحل طفولته المبكّرة صعوبة في مشاركة الآخرين، وقد يضع احتياجاته قبل كلّ شيء، وهنا يظهر دور الأهل في تعزيز مفهوم المشاركة لديه من خلال تعليمه الأنشطة القائمة على التشارك مع الآخرين بدلاً من التركيز على الألعاب التي تهدف إلى المنافسة والفوز فقط.
رابعا تربية الطفل على الاحترام والتقدير
وهذا بالطبع لن يتعلمه الطفل بالتلقين، بل بما يلاحظه بعينه، وذلك بتطبيق مثال أمامه يدلّ على التصرّف والتعامل معه ومع الآخرين باحترام كالاستماع لحديث الكبار دون مقاطعته، وتقبّل وجهة النظر الأخرى، والتعامل مع الآخرين بلطف وتقدير، ممّا يجعله يتعلّم فيعكسه ذلك على تصرّفاته.
خامسا تعليم الطفل لغة الاعتذار
عادة ما يشعر الجميع كبارا وصغار بالحرج من تقديم الاعتذار، لكن علينا أن نتحلى بهذه الصفة، وأن نغرسها في الأطفال، وعلينا أن نعلمهم أن كلمة عذرا لا تشكل أي حرج عندما يكون الخطأ صادر منه، بل إنّ الاعتذار يُعدّ تصرّف سليم يُشكر عليه الطفل، ممّا سيجعله يغيّر من سلوكه.
أخبار متعلقة :