ثقافة
الإثنين 06/يناير/2025 - 09:41 م
في رواية "مأساة مترجِم.. حين رحلت إيلينا"، للكاتب البرتغالي جواو رييش الصادرة عن دار "لغة للنشر والتوزيع" بترجمة فاطمة محمد، والتي تشارك ضمن إصدارات الدورة السادسة والخمسين لمعرض القاهرة الدولي للكتاب، والمقررة في الفترة من 23 يناير وحتى 5 فبراير المقبل بمركز مصر للمؤتمرات والمعارض الدولية. تدور الأحداث في مدينة لم يذكر اسمها عام 1920، حيث يتجول المترجم في أرجائها وتقوده أفكاره الغاضبة والفوضوية عن حبيبته التي تركته، عن مدينته الكئيبة وحياته التي يعدها سلسلة لا نهائية من الخيبات والأزمات المتلاحقة.
جواو رييش هو روائي برتغالي ومترجم أدبي متخصص في اللغات الجرمانية. درس الفلسفة، عمل محررًا، وباحثًا في شعبة الإبداع الأدبي في الهيئة العامة للكتب والوثائق والمكتبات. له العديد من المؤلفات والترجمات التي حققت انتشارا واسعًا وترشحت لعدة جوائز. وتعتبر رواية مأساة مترجم من أشهر أعماله.
يقول الناشر: "إنه يفكر في أصحاب العمل الذين يفقدون ترجماته معناها، جيرانه الذين لا يحترمون مهنته؛ إذ ليس له مواعيد ثابتة أو زي رسمي يجعل منه موظفًا يستحق الاحترام في المجتمع، وصحته المتهالكة بسبب عقله الذي لا يهدأ. هكذا، نخوض مع المترجم رحلة يحاول فيها أن يتمالك نفسه ويبحث عن طريقة يستعيد بها عروسه وسببه الوحيد للبقاء على قيد الحياة. نجد في رحلته المذهلة وخواطره الذاتية المواساة. إنها جزء من رحلة كل شخص يحيا في زمن تسوده الفوضى واللا جدوى.
ومن الكتاب نقرأ: "كانت عودتي حزينة، يهطل المطر بلا توقف، أضع يدي خارج النافذة، ويتحرك الترام ببطء، عبر أحدهم قضبان الترام متسرعًا، بينما سمعت أناس يصرخون ويسبون، لقد تعبت من هؤلاء البشر، وضعت يدي على وجهي، وبللته بطريقة غير لائقة، أدارت المرأة التي تجلس أمامي وجهها، فلم تستطع فعل أي شيء آخر، لأن وجهي مبلل، ربما أن تبلل وجهك أمام سيدة لا تعرفها من قبل أمر مُخزٍ، ليس لدي أدني فكرة عن صحة ذلك، لقد غادر الترام مجددًا، حيث تحمل امرأة في الشارع أكياسًا من الشبك في يدها وتمسك بمظلة مكسورة أثارت ضجة شديدة، وتحدثت بصخب شديد، فهي أرادت بالتأكيد أن يتحمل سائق الترام مسؤولية فعلته، يجب عليه تحمل إصلاح الضرر الذي وقع على المظلة، لقد صرخت بشدة لدرجة أنني لم أتوقف عن سماع صراخها بينما نسير قدمًا، فلا شك أنها كانت على حق، فلو اعتبرنا أن الحادث لم يكن مصادفة، فعلينا أن نحمِّل سائق الترام المسؤولية، فذلك البائس لم يضغط المكابح مسبقًا، ذلك الرجل الفاسد، الذي لو كان بائع التذاكر لسرق المال من المكفوفين دون أن يشعر بأدنى درجة من تأنيب الضمير، فهو لم يعترف بالضرر الذي أوقعه، ذلك المجرم".
أخبار متعلقة :