تتجه الأنظار إلى المفاوضات المكثفة الجارية بين إسرائيل وحركة حماس بشأن هدنة مرتقبة تشمل تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار في غزة، وسط هذه المفاوضات تجري الاستعدادات الإسرائيلية بوتيرة متسارعة على أربعة مسارات رئيسية تشمل الجوانب العسكرية، الإنسانية، السياسية، والأمنية.
فيما يبدو أن الإعلان عن الاتفاق بات وشيكًا، تبقى هناك تحديات كبرى تواجه الأطراف المعنية لتحقيق هذا الاتفاق وتنفيذه.
التخطيط للانسحاب التدريجي
على الصعيد العسكري، بدأ الجيش الإسرائيلي الإعداد لانسحاب تدريجي من قطاع غزة، رغم عدم صدور تعليمات رسمية أو توقيع اتفاق حتى الآن.
ووفق هيئة البث الإسرائيلية، عقدت قيادة المنطقة الجنوبية سلسلة اجتماعات لتقييم الوضع ووضع خطة إعادة الانتشار،
وتركز التحضيرات على الانسحاب التدريجي من المناطق الحيوية، مثل ممر "نتساريم" ومحور "فيلادلفيا"، مع العمل على إنشاء منطقة عازلة بطول الحدود مع القطاع.
كما تشير التقديرات الأمنية إلى أن تنفيذ هذه الخطط قد يستغرق أسبوعًا تقريبًا.
خطوات لإطلاق سراح شامل
من ناحية أخرى، تستعد مصلحة السجون الإسرائيلية لإطلاق مئات الأسرى الفلسطينيين ضمن صفقة التبادل، والتي تشمل أسرى محكومين بالسجن المؤبد، وأطفال، ونساء، ومرضى.
كما شهدت مصلحة السجون خلال الأسابيع الماضية نقاشات ميدانية لتحديث الإجراءات المتعلقة بعملية الإفراج، ومن المتوقع أن تكون هناك تحديات كبيرة مثل الاحتفالات الفلسطينية المتوقعة واضطرابات محتملة داخل السجون، وللتعامل مع ذلك سيتم نشر وحدات خاصة لضمان السيطرة على الأوضاع.
الرهائن الإسرائيلية
بموجب الاتفاق، سيتم نقل الرهائن الإسرائيليين المحتجزين في غزة عبر الصليب الأحمر إلى مستشفيات إسرائيلية لتلقي الرعاية الطبية، وتم التنسيق مع المستشفيات لاستقبالهم وإجراء الفحوصات اللازمة فور وصولهم.
نتنياهو وضغوط استقرار الحكومة
سياسيًا، يسعى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لضمان استقرار حكومته وسط معارضة بعض الشركاء السياسيين للاتفاق، كما أجرى نتنياهو مشاورات مكثفة مع وزيري الأمن القومي إيتمار بن غفير والمالية بتسلئيل سموتريتش، حيث قدم لهما حوافز تشمل تعزيز مشاريع البناء في المستوطنات وتدعيم الإجراءات الأمنية على الحدود.
ورغم ذلك، يبدو أن المعارضة داخل الحكومة قد تقتصر على التصويت ضد الاتفاق دون انسحاب كامل، مما يتيح للحكومة تنفيذ الاتفاق دون انهيارها.
أخبار متعلقة :