وصل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى العاصمة اللبنانية بيروت، صباح اليوم الجمعة، في زيارة تستغرق 12 ساعة، للقاء نظيره اللبناني الجديد جوزيف عون ورئيس الوزراء المكلف نواف سلام، بحسب وكالة "فرانس برس".
وفي وقت سابق، قالت الرئاسة الفرنسية أن "الرئيس الفرنسي أبلغ عون بأنّ فرنسا ستواصل جهودها الرامية للتوصل سريعًا إلى تشكيل حكومة قادرة على جمع اللبنانيين وتلبية تطلعاتهم واحتياجاتهم وإجراء الإصلاحات اللازمة لتحقيق الانتعاش الاقتصادي وإعادة الإعمار والاستقرار والأمن وسيادة لبنان".
وفاز قائد الجيش اللبناني جوزيف عون، برئاسة الجمهورية اللبنانية في جولة ثانية صوّت فيها البرلمان لصالحه بعدد أصوات بلغ 99 صوتًا بعد فشل الجولة الأولى التي حصل فيها على 71 صوتًا فقط.
وأنهى جوزيف عون، فترة الشغور الرئاسي التي امتدت لأكثر من عامين منذ نهاية ولاية الرئيس السابق، ميشال عون، في أكتوبر 2022.
وأصبح "عون" خامس قائد جيش في تاريخ لبنان يصل إلى رئاسة الجمهورية والرابع على التوالي.
نواف سلام يتعهد ببناء دولة حديثة
وفي وقت سابق تعهد رئيس الوزراء اللبناني المكلف، نواف سلام، ببناء دولة حديثة والعمل على إعادة إعمار لبنان الذي يعاني من آثار أزمة اقتصادية تاريخية ودمار نجم عن حرب استمرت عامًا مع إسرائيل. في أول تصريحاته بعد تكليفه من الرئيس الجديد، جوزيف عون، شدد سلام على أهمية الوحدة الوطنية والتعاون بين جميع الأطراف اللبنانية، مؤكدًا أنه لن يتم تهميش أي طرف، بما في ذلك جماعة حزب الله، التي عارضت في الماضي توليه هذا المنصب.
مد اليد للجميع وتجنب التهميش
أكد سلام أن حكومته ستسعى إلى بسط سلطة الدولة على كامل الأراضي اللبنانية، مشيرًا إلى أن الوقت قد حان لطي صفحة الصراعات الداخلية وبدء فصل جديد من البناء والإصلاح. وأضاف: "لن نهمش أي طرف، وسنعمل مع الجميع لتحقيق مصلحة لبنان وشعبه". تأتي هذه التصريحات في إشارة واضحة إلى "حزب الله"، الذي لطالما أثار جدلاً في الساحة اللبنانية، وأشار إلى ضرورة التزام الجميع بمصلحة البلاد العليا.
التزامات بقرارات مجلس الأمن وإعادة الإعمار
تطرق سلام إلى التزام حكومته بتنفيذ قرارات مجلس الأمن المتعلقة بالصراع بين إسرائيل و"حزب الله"، مشددًا على أهمية انسحاب القوات الإسرائيلية من جنوب لبنان وضمان عدم وجود أسلحة غير شرعية قرب الحدود. وأكد أن السلام والاستقرار لن يتحقق إلا ببسط سيادة الدولة وتعزيز مؤسساتها.
رؤية اقتصادية لبناء لبنان الجديد
وفيما يتعلق بالأزمة الاقتصادية، أوضح سلام أن حكومته ستعمل على وضع برنامج شامل لبناء اقتصاد حديث يساعد لبنان على التعافي. وأكد على ضرورة تنفيذ الإصلاحات التي طالب بها المجتمع الدولي، والتي ستفتح الباب أمام مليارات الدولارات من الاستثمارات والقروض. وأضاف: "الشعب اللبناني عانى بما فيه الكفاية من الأزمات الاقتصادية والسياسية. الآن هو الوقت المناسب للبدء في العمل الجاد لإعادة البناء".
رسالة وحدة ودعوة للتعاون
اختتم سلام تصريحاته برسالة إلى جميع الأطراف السياسية والمجتمعية في لبنان، قائلاً: "يدي ممدودة إلى الجميع لنمضي قدمًا في مهمة الإنقاذ والإصلاح وإعادة الإعمار". تأتي هذه الدعوة في وقت حساس للبنان، الذي يواجه تحديات داخلية وإقليمية تتطلب وحدة الصف والتعاون لتحقيق مستقبل أفضل.
أخبار متعلقة :