خليج نيوز

عيد الغطاس يخلد ذكرى معمودية المسيح في نهر الأردن على يد يوحنا المعمدان - خليج نيوز

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

يعد عيد الغطاس (أو عيد التعميد) هو أحد الأعياد المسيحية التي تحتفل بها الكنائس الشرقية والغربية في مناسبتين متقاربتين، 

فهذا العيد يخلد ذكرى معمودية السيد المسيح في نهر الأردن على يد يوحنا المعمدان.

المعنى الديني والتاريخي:

عيد الغطاس يُعتبر من الأعياد البارزة في التقويم المسيحي لأنه يمثل لحظة هامة في حياة المسيح: معموديته التي كانت بمثابة إعلان عن بداية رسالته العلنية. المعمودية هي أيضًا لحظة إعلان عن تجسد الله في الإنسان وعن بداية تجديد البشرية. كما أن في هذا اليوم، تكشفت الثالوثية الإلهية بشكل واضح: الأب يتحدث من السماء، الابن يُعمد في الماء، والروح القدس ينزل على شكل حمامة.
 

التقاليد القديمة في نهر الأردن:
 

في العصور القديمة، كان نهر الأردن يُعتبر موقعًا مقدسًا، حيث جرت فيه معمودية المسيح. وعليه، كان هذا النهر مكانًا للحج والزيارة، خاصة خلال احتفالات عيد الغطاس. فيما يلي أبرز التقاليد المرتبطة بعيد الغطاس في نهر الأردن:

الطقوس الروحية:

في العصور القديمة، كان المسيحيون يتجمعون على ضفاف نهر الأردن للاحتفال بعيد الغطاس. كان الاحتفال يتضمن إقامة صلوات وتسابيح خاصة بهذه المناسبة.

كان يُعتبر ماء نهر الأردن طاهرًا جدًا، بحيث كان يُستخدم في العديد من الطقوس الدينية. كثير من الحجاج كانوا يعتقدون أن المعمودية في النهر يمكن أن تُطهرهم من الخطايا.

ممارسة الغطاس:

في تلك الأيام، كان العديد من المسيحيين يأتون من مناطق بعيدة ليتعمدوا في مياه نهر الأردن. كانت هذه الطقوس تُعتبر وسيلة للتطهير الروحي وللتوبة عن الخطايا.

في بعض الأحيان، كان يتم “إحياء” ذكرى معمودية المسيح بطريقة رمزية، حيث كان الناس يغمرون أنفسهم في النهر أو يُغطسون فيه مع قداس خاص.

الاحتفالات والمهرجانات: وكانت هناك مواكب ومهرجانات تنظم بمناسبة عيد الغطاس، حيث كان الحجاج يتجمعون من جميع أنحاء المنطقة ليحتفلوا في المكان الذي تم فيه تعميد المسيح. هذه الاحتفالات كانت تشمل مسيرات، وعروضًا دينية، وتوزيع الماء المقدس على الحاضرين.

وكانت الاحتفالات تشمل تلاوة الكتاب المقدس وتقديم الصلوات الخاصة بمناسبة المعمودية، مع إضاءة الشموع وتلاوة ترانيم مقدسة.

تاريخ النهر كموقع مقدس:

 في العصور المبكرة، كان نهر الأردن يعتبر بمثابة موقع مقدس، ورمزًا للانتقال الروحي من الظلمات إلى النور، من الخطيئة إلى الخلاص. لذلك، كان المسيحيون يحرصون على الزيارة والاحتفال في هذا المكان، على الرغم من تحديات السفر.

المعمودية في العصور الإسلامية:

على الرغم من أن السيطرة الإسلامية في المنطقة أدت إلى تغييرات ثقافية ودينية، ظل نهر الأردن موقعًا مهمًا للمسيحيين. في فترات لاحقة، لم يتوقف المسيحيون عن ممارسة الطقوس المرتبطة بالغطاس، بل أصبح الموقع أكثر تقديسًا بسبب ارتباطه بمكان حدث معمودية المسيح.

تأثيرات التقاليد المسيحية الشرقية:

الكنائس الشرقية، مثل الكنيسة الأرثوذكسية، حافظت على تقاليد قديمة جدًا في الاحتفال بعيد الغطاس. كانت الكنيسة الأرثوذكسية تنظّم حفلات التعميد الجماعي في نهر الأردن حتى بداية القرن العشرين، قبل أن يتم تقنين هذه الطقوس في أماكن أخرى بسبب الظروف الاجتماعية والسياسية.
 

المعاصرون وعودتهم إلى نهر الأردن:

في العصر الحديث، وخاصة في القرن العشرين، بدأ العديد من المسيحيين، من مختلف الطوائف، في العودة إلى نهر الأردن للاحتفال بعيد الغطاس. أصبح الموقع الآن مزارًا سياحيًا ودينيًا مهمًا، حيث يزور العديد من الحجاج الموقع سنويًا، ويُعتبر نهر الأردن مكانًا للطهارة الروحية وإحياء ذكرى معمودية المسيح.

إجمالًا، فإن عيد الغطاس في نهر الأردن يظل رمزًا هامًا في التاريخ المسيحي، حيث يعكس معاني التوبة، والطهارة، والبدء الجديد، وهو جزء من التراث الثقافي والديني الكبير في المنطقة.

أخبار متعلقة :