خليج نيوز

تأثير هدنة غزة على الحوثيين.. انعكاسات إقليمية واستراتيجية - خليج نيوز

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

في الوقت الذي تتسارع فيه الجهود الدولية لبقاء الهدنة في غزة لأطول وقت ممكن، يتساءل الكثيرون عن تأثير هذه الهدنة على الصراعات الإقليمية الأخرى، وعلى رأسها النزاع المستمر في اليمن.

 بينما يركز الإعلام على تداعيات الهدنة في غزة على الأطراف المحلية، يبقى التأثير المحتمل على جماعة الحوثيين في اليمن موضوعًا مثيرًا للبحث والتحليل، خاصة في ظل التوترات الإقليمية التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط.

الدعم الإيراني وتحالفات المنطقة

يعد الحوثيون في اليمن من أبرز الفصائل المدعومة من إيران، التي لا تقتصر علاقاتها على دعم الحوثيين فحسب، بل تمتد أيضًا إلى حركات أخرى.

مع توقيع هدنة في غزة أو على الأقل تحقيق هدنة طويلة الأمد، قد يشهد التحالف بين هذه الفصائل تطورًا إيجابيًا، مما يعزز من حضور إيران في المنطقة.

وإذا نجحت الهدنة في غزة، قد تجد إيران فرصة في تقوية علاقتها مع الحوثيين بشكل أكبر، مع السعي إلى تحشيد الدعم في مواجهة الضغوط الغربية والعربية.

التوازن الإقليمي وتغيير الأولويات

من المعلوم أن الشرق الأوسط يشهد حالة من عدم الاستقرار على جبهات عدة، حيث تتداخل النزاعات من سوريا إلى اليمن مرورًا بالعراق وفلسطين. 

ولكن إذا تم التوصل إلى هدنة فعالة في غزة، فإن هذا قد يغير الحسابات الإقليمية للعديد من اللاعبين الرئيسيين.

 قد يتحول بعض الانتباه الإقليمي والدولي إلى استقرار اليمن، خاصة إذا كان هناك أمل في تحقيق انفراجة سياسية فيه.

 وفي هذه الحالة، قد يواجه الحوثيون ضغوطًا إقليمية ودولية لتسوية نزاعهم مع الحكومة اليمنية بما يتماشى مع تطورات الوضع في غزة.

التأثير الإعلامي والمعنوي

نجاح الهدنة في غزة قد يكون له تأثير معنوي كبير على الحوثيين، فمعظم قيادات الحوثيين يتبعون خطابًا يجمع بين العداء تجاه إسرائيل والدعوة لمواجهة النفوذ الأمريكي في المنطقة، وهو ما يشترك فيه مع حركات مثل حماس.

 لذلك، قد يؤدي هذا النجاح إلى تعزيز الروح المعنوية للحوثيين، ما يعزز خطابهم الداعم للمقاومة في وجه قوى "الاستكبار العالمي". 

وقد يعكف الإعلام الموالي للحوثيين على تصوير الهدنة كدليل على انتصار القوى التي تقاوم الهيمنة الغربية.

ضغط دولي متزايد

إذا كانت الهدنة في غزة تشير إلى رغبة دولية في تهدئة الأوضاع في المنطقة، فقد يتضاعف الضغط على الحوثيين لإنهاء الحرب في اليمن أو على الأقل لتقليص التصعيد العسكري.

والدول الكبرى مثل الولايات المتحدة والمملكة المتحدة، التي كانت قد أعربت عن قلقها إزاء التصعيد في غزة، قد ترى في هذا فرصة لتحريك المفاوضات اليمنية نحو حلول دبلوماسية.

وهذه الضغوط قد تساهم في دفع الحوثيين إلى إعادة النظر في بعض مواقفهم الاستراتيجية.

أخبار متعلقة :