وسط قصص مأساوية تتكرر حول العائلات بعد فقدان أحد أفرادها، ظهرت حكاية أم عرابي، السيدة ذات الـ43 عامًا، التي أثبتت أن العمة يمكن أن تكون الحصن والسند الحقيقي. لم تقبل أم عرابي أن يتحول أبناء شقيقها الراحل إلى ضحية إهمال أو أزمات أسرية، واختارت أن تقاتل من أجل مستقبلهم وحقوقهم.
قصة الفقد والوصية
بدأت القصة بوفاة شقيقها البالغ من العمر 33 عامًا، تاركًا وراءه ابنتين صغيرتين، عمرهما 6 و5 سنوات. تقول أم عرابي لـ تحيا مصر: "أخويا كان أغلى حاجة عندي، وقبل وفاته طلب مني أن أربي أولاده وأعتبرهم أمانة في رقبتي ليوم الدين. ما فهمتش معنى الجملة وقتها، لكن بعد وفاته عرفت أن الأمانة كبيرة ومسؤوليتها عظيمة".
زوجة الأخ وتصرفاتها الغريبة
تفاجأت أم عرابي بعد وفاة شقيقها بتصرفات غريبة من زوجته، تضيف: "مرات أخويا كانت أكبر منه بـ10 سنين، وكانت متزوجة قبله مرتين ولديها خمسة أبناء من زيجاتها السابقة. بعد وفاته، لم تحزن عليه، وبدأت تتصرف بشكل غريب، حتى أنها طلبت دليفري بعد موته بيومين رغم وجود أكل جاهز".
كارثة عدم وجود شهادات ميلاد
عندما حاولت أم عرابي تسجيل الأطفال في المدرسة، اكتشفت المفاجأة الصادمة: الأطفال لا يملكون شهادات ميلاد وتقول: "اتضح أن زواج أخويا منها كان عرفيًا ولم يُثبت رسميًا، حتى لا ينقطع معاش زوجها الأول. الأطفال غير مسجلين في السجل المدني، يعني لو حصل لهم حاجة مش هيكون لهم حتى شهادة وفاة".
النضال من أجل إثبات النسب
قررت أم عرابي أن تتولى زمام الأمور بنفسها، حيث رفعت دعوى إثبات نسب في محكمة الأسرة من مالها الخاص، رغم رفض زوجة شقيقها التعاون. تقول: "مش ممكن أسيب ولاد أخويا كده. رفعت القضية وأنا منتظرة الحكم، وكل اللي أتمناه إني أقدر أضمن لهم مستقبل آمن وأدخلهم مدارس لغات زي ابني".
الضغوط والمصاعب
تواجه أم عرابي ضغوطًا كبيرة، ليس فقط من زوجة شقيقها التي تتحدث عنها بسوء أمام الأطفال لتشويه صورتها، ولكن أيضًا من المجتمع الذي يضعها في مواجهة تحديات مادية ونفسية كبيرة. ومع ذلك، تقول بثقة: "مش فارق معايا كلامها عني. المهم ولاد أخويا يعيشوا بأمان ويبقوا ليهم حقوقهم زي أي طفل طبيعي".
الرسالة الأسمى
قصة أم عرابي ليست فقط حكاية عن معاناة امرأة قوية، بل هي درس في التضحية والوفاء. رغم كل التحديات، أثبتت أن العمة ليست "عقربة"، بل يمكن أن تكون المأوى والحضن الدافئ الذي يضمن للأيتام حياة كريمة ومستقبلًا مشرقًا.
أخبار متعلقة :