فر مئات الآلاف من المدنيين في شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية بحثًا عن الأمان، في أعقاب تقدم جماعة "إم 23" المسلحة.
المعارك العنيفة في المنطقة أدت إلى انهيار الأوضاع الإنسانية بشكل كبير، حيث تشير التقارير إلى مقتل وجرح العديد من الأشخاص بينما يواجه آخرون تهديدات مستمرة من القصف والقنابل.
في هذا السياق، تتزايد المخاوف بشأن الوضع الإنساني والاقتصادي في الكونغو تعيش على حافة أزمة طاحنة.
تزايد أعداد النازحين نتيجة القتال العنيف
مع اشتداد المعارك في شرقي الكونغو الديمقراطية، واصل عشرات الآلاف من المدنيين فرارهم من العاصمة الإقليمية جوما، والتي تعد منطقة استراتيجية غنية بالموارد الطبيعية.
منذ بداية الهجوم، أفادت منظمات إنسانية عن هروب أكثر من 300 ألف شخص من مخيمات النازحين والمدينة نفسها.
منظمات مثل الأمم المتحدة ومؤسسات إغاثية أخرى أكدت أن هذا النزوح الكثيف سببه القتال العنيف الذي أسفر عن مئات الضحايا.
المستشفيات والمرافق الصحية في خطر
المستشفيات في جوما ومحيطها لم تعد قادرة على استيعاب العدد الكبير من الجرحى، حيث تم ملؤها بالكامل بالمصابين جراء الهجمات.
بحسب منظمة الصحة العالمية، فقد تم إرسال إمدادات طبية جوًا إلى المنطقة، ولكن مع إغلاق المطار في مطلع الأسبوع، كانت تلك الإمدادات آخر ما وصل من مساعدات قبل توقف الرحلات الجوية.
وتواجه المرافق الصحية أزمة كبيرة في توفير العلاج للعديد من المصابين.
الظروف الإنسانية تتدهور فى الكونغو
القتال العنيف الذي شنته حركة "إم 23" المسلحة أسفر أيضًا عن حالات اغتصاب وتدمير واسع للمرافق الأساسية فى الكونغو
وفي ظل انقطاع خدمات الإنترنت وندرة الكهرباء والمياه، أصبحت حياة السكان المحليين أكثر صعوبة. التقارير تفيد أن مستودعات برنامج الأغذية العالمي تعرضت للنهب، مما يزيد من الأزمة الإنسانية في المنطقة.
المجتمع الدولي يدين العنف ويدعو للسلام
من جهته، أدان الاتحاد الإفريقي بشدة العنف الممارس من قبل حركة "إم 23"، داعيًا إلى احترام سيادة جمهورية الكونغو الديمقراطية.
وقد عبر الاتحاد عن قلقه البالغ من تصاعد العنف في المنطقة وطلب من الحركة المسلحة إلقاء السلاح والعودة إلى طاولة الحوار.
بينما يواصل المجتمع الدولي مراقبة الوضع عن كثب، يبقى الأمل في وقف النزاع وإنهاء معاناة المدنيين المأساوية.
إن الوضع الراهن في شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية يتطلب تدخلًا عاجلًا من المجتمع الدولي لإنهاء العنف وفتح قنوات إنسانية تساعد في تخفيف معاناة المدنيين.
الوقت عامل حاسم، والسكان المحليون ينتظرون الأمل في أن تجد هذه الأزمة طريقًا للحل في أقرب وقت ممكن.
أخبار متعلقة :