فى مشهد بديع، جلس الأطفال على أرض «جناح الطفل» فى معرض القاهرة الدولى للكتاب ٢٠٢٥، للاستماع إلى ما يحكيه «جدو محمد»، وسط حالة من الانتباه الشديد وتفاعل رائع من الأحفاد بحكايات الجد.
والجد هنا هو الكاتب والسيناريست محمد السيد عيد، الذى استطاع، بكتابه «حواديت جدو»، أن يستحوذ على خيال أطفال معرض الكتاب فى دقائق معدودة، ليحكى لهم قصصه الممتعة، التى يقدم فيها خلاصة تجربته فى الحياة.
«الدستور» حاورت الكاتب والسيناريست لمعرفة تفاصيل هذه التجربة.
■ بداية.. ما تفاصيل مشاركتك فى فعاليات معرض القاهرة الدولى للكتاب ٢٠٢٥؟
- أشارك فى معرض القاهرة الدولى للكتاب هذا العام بأكثر من لقاء ونشاط، من ضمنها لقائى مع الأطفال فى فعالية «حواديت جدو»، التى تحمل نفس اسم كتابى، الصادر حديثًا عن الهيئة العامة للكتاب.
■ ماذا أردت أن تحكيه للأحفاد فى «حواديت جدو»؟
- أقدم فى كتابى للأطفال مجموعة من الحكايات تقدم جرعة تعليمية ثقافية أخلاقية، ففى كل قصة هدف يعلّم الأطفال معنى أخلاقيًا، لكن ليس عن طريق الوعظ المباشر، ولكن من خلال حدوتة، ليتمكن الأطفال من خلالها فهم المعنى المطلوب.
■ ما الذى شعرته بوجودك وسط الأطفال فى المعرض؟
- شعرت بسعادة كبيرة، فقد أحببت أن أكمل دورى بوجودى وسط الأطفال فى معرض الكتاب، حتى لا ينتهى هذا الدور بوجودى على الورق فقط، بل أردت أن أقابل الأطفال وأحكى لهم بنفسى، وأرى مدى تفاعلهم مع الحواديت، وأنا سعيد جدًا بلقائى معهم، لأنهم جميعًا مثل أحفادى، وأظن أن الذى يريد الرهان على المستقبل لا بد أن يبدأ بالأطفال.
■ كيف ترى أهمية «الحدوتة» للأطفال؟
- الحدوتة تعطى للطفل معلومات، ثم تؤثر على تفكيره وأخلاقياته. وغالبًا ما تحتوى قصص الأطفال على معنى تربوى، لذا فهى تؤثر فى الطفل وشخصيته. الأمر كأننا نتعامل مع زرع مبكر، ينمو وفقًا لما أمددناه به من معرفة.
الحدوتة تبرز فى حياة الطفل قيمًا مهمة جدًا، وتجعل نظراته للعالم متفتحة، وبها ثراء وتقبل للآخر، مع تقبل زملائه من الأطفال المختلفين عنه، لذا علينا أن نهتم بتعليم أطفالنا من خلال الحواديت، لأنهم يحبونها، فهى وسيلة تربوية وتعليمية مهمة، وعلينا أن نستفيد منها.
■ فى رأيك.. لماذا لم يأخذ أدب الطفل حقه حتى الآن فى مصر مقارنة بأدب الكبار؟
- حينما نعطى الاهتمام اللائق لأطفالنا سنضمن أن يكون المستقبل لهذا النوع من الأدب. وبالمناسبة أطفال اليوم أسعد حظًا من أطفال جيلى، ففى جيلنا لم يكن لدينا لا برامج إذاعية ولا تليفزيونية، ولم تكن تصلنا كتب الأطفال أو غيره. لكنى الآن أرى أن هناك حركة حقيقية فى مجال ثقافة الطفل، وربما تكون غير كافية، لأن مصر بها ملايين الأطفال، وأدب الطفل يستحق اهتمامًا أكثر، لكنى أرى أنه فى حالة أفضل ١٠٠٠ مرة مما كان عليه من قبل.
■ فى تقديرك.. كيف يمكن للكتاب جذب الطفل وسط عالم لا نهائى من المنصات الرقمية؟
- الكتاب ليس بالضرورى أن يكون ورقيًا، فإذا كان الأطفال الآن يتعاملون مع الأجهزة الإلكترونية مثل الموبايل، ويتصفحون عليها الكثير من المنصات الرقمية، فلا بد أن نقدم الكتاب بصورة أخرى متطورة.
يمكن أن نقدم الكتاب فى هيئة فيلم كرتون، أو أن تكون القراءة عن طريق الصور عبر مواقع مثل «يوتيوب» وغيره، فهناك أشكال عديدة يمكن أن نقدم الكتاب من خلالها للأطفال بجانب النسخة الورقية، لأن النسخ الورقية تتراجع فى العالم كله، خاصة مع تقدم القراءة والمعرفة من خلال المنصات الـ«أونلاين»، وعلينا أن ندرك سريعًا هذه الوسائط الحديثة وأن نتعامل معها.
■ فى رأيك.. ما دور وزارة الثقافة فى دعم وتشجيع أدب الطفل؟
- وزارة الثقافة تبذل جهدًا كبيرًا فى هذ الإطار، لكن هذا ليس دورها فقط، وإنما لا بد أن تكون إلى جوارها أدوار فاعلة من الجمعيات الأهلية والمدارس، ووزارتى الشباب والرياضة، والأوقاف، فتربية الأطفال أكبر من دور وزارة واحدة فقط، بل هى مسئولية الجميع، وأولهم الأسرة، لأن الأطفال هم المستقبل، وإذا أردنا مستقبلًا أفضل فعلينا جميعًا الاهتمام بالطفل.
■ أخيرًا.. ما أمنياتك وأحلامك لأدب الطفل فى مصر؟
- أتمنى أن يكون أطفال مصر جميعًا سعداء، وكما قلت سابقًا، أرى أن هناك نهضة حقيقية كبيرة جدًا فى أدب الطفل، من خلال ظهور عدد كبير جدًا من الكُتاب الذين يكتبون للطفل، وأنا سعيد بهذه الحركة الموجودة حاليًا، وأتمنى المزيد من الازدهار لها.
أخبار متعلقة :