خليج نيوز

إفيه يكتبه روبير الفارس: ألوان فبراير - خليج نيوز

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

يعاني شهر فبراير من معاملة سيئة، وينال سخرية جمة؛ لقصر أيامه واعتباره نذير شؤم، ويطلق عليه البعض لقب "فقراير" بدلًا من فبراير، وحتى الفيلم الوحيد الذي حمل اسمه هو فيلم “فبراير الأسود”، بل إن هناك احتفاءً بشهر أبريل، المعروف بكذبته، ولعل ذلك يعبر عن لا وعي خفي بتقديرنا الكبير للكذب، رغم حالة الإنكار والكراهية المعلنة له، عكس تواجده الفعلي في حياتنا، ورغم أن تسمية فبراير جاءت على اسم فيبروس "Februus"، إله النقاء الروماني، إلا أن تعاملنا معه المعتاد بعيد تمامًا عن النقاء؛ ولأننا لا نجد ألوانًا لفبراير غير الأسود، نتأمل قليلًا في هذا الفيلم الذي ربطه بالسواد الذي تتشح به أيامنا للأسف الشديد.

يتميز فيلم "فبراير الأسود" قصة وإخراج المخرج محمد أمين، وبطولة خالد صالح وطارق عبد العزيز وميار الغيطي، وإنتاج عام 2013، بمعالجة قوية وجريئة لواقع سيء معبرًا عن حالة من الفساد الشامل على كافة المستويات الاجتماعية والسياسية والإنسانية، وجذر الفيلم مرتبط بثقافة تراثية أصيلة هي "الزواج السياسي"، وهي ظاهرة موجودة في بطون التاريخ منذ مصر القديمة وامتلأت بها حكايات القبائل العربية. 

وبرع الفيلم في تقديمها بوجه معاصر، حيث  تلجأ إليه عائلة بائسة بحثًا عن الانضمام إلى سلطة تقدم الحماية من البلطجة الاجتماعية، وأبرز مظاهر البؤس في تلك العائلة يتجسد في دور الفنان الراحل طارق عبد العزيز، دكتور الكيمياء في تخصصه النادر، والذي يُترجم في حياتنا بعمله “بائع طرشي”، هكذا يُهان العلم ويُذل، وينكر وجوده، ويُعبَّر عنه في مهنة هامشية تحط  من قدره، وتهدر مكانة  العلم مقارنةً مع معاملة لاعب الكرة ومدربه المتحرش وهكذا  تلخص الكثير من واقعنا البائس الذي وصل إلى مرحلة "الدرك الأسفل".

وللأسف تفشل كل المحاولات التي تبذلها العائلة البائسة لإتمام صفقة زواج المصلحة أو الهجرة أو الانتقال إلى فئة مكرمة في المجتمع وذات نفوذ، فكل طرق تحقيق الأمان الاجتماعي "مغلقة" في وجوههم. وكان فقر فبراير محيطًا بهم من كل  جهة، مما يولد كوميديا دامعة في نفس المشاهد، وإحباطًا لعدم وجود مفر من الخنوع ولا ضوء في نهاية النفق.

إفيه قبل الوداع

"أي كلام عن الأمل هو نوع من الوقاحة".. خالد صالح بالفيلم

"الدنيا إيه من غير أمل"..  أغنية

أخبار متعلقة :