تستعد مدينة أسوان لاستقبال جثمان الأمير كريم الحسيني، الآغا خان الرابع، حيث من المقرر أن يُوارى الثرى بجوار جده، الآغا خان الثالث، غدا الأحد في الضريح الشهير المطل على نهر النيل ، ويأتي ذلك في ظل الارتباط العميق بين العائلة وأسوان، التي كانت مقصدًا للآغا خان الثالث خلال حياته .
وُلد الأمير كريم الحسيني، المعروف بلقب الآغا خان الرابع، في 13 ديسمبر 1936 بمدينة جنيف السويسرية ، وهو الإمام التاسع والأربعون للطائفة الإسماعيلية النزارية، إحدى فروع الإسلام الشيعي، والتي يُقدّر عدد أتباعها بحوالي 10-15 مليون شخص حول العالم. تولى الإمامة في 11 يوليو 1957 خلفًا لجده، الآغا خان الثالث.
تلقى تعليمه الأولي في نيروبي، كينيا، ثم انتقل إلى سويسرا للدراسة في مدرسة "لا روزي"، وأكمل تعليمه الجامعي في جامعة هارفارد، حيث تخصص في التاريخ الشرقي.
بعد توليه الإمامة، عمل على تحسين أوضاع مجتمعه من خلال شبكة واسعة من المشاريع التنموية والتعليمية والصحية التي تديرها "مؤسسة الآغا خان للتنمية"، إحدى كبرى المؤسسات التنموية الخاصة في العالم.
إلى جانب دوره الديني، كان الآغا خان الرابع رجل أعمال بارزًا، حيث امتلك استثمارات متنوعة، شملت مجالات عدة، من بينها تربية وسباق الخيول ، وتُقدّر ثروته بنحو 13.3 مليار دولار أمريكي، ما جعله أحد أثرى الشخصيات العالمية.
في 4 فبراير 2025، توفي الآغا خان الرابع في لشبونة، البرتغال، عن عمر ناهز 88 عامًا، ليُنقل جثمانه إلى أسوان، حيث سيتم دفنه بجوار جده، تأكيدًا على عمق العلاقة التي جمعت العائلة بهذه المدينة المصرية.
ارتباط العائلة بأسوان
بدأت علاقة الأسرة الحاكمة للطائفة الإسماعيلية بأسوان مع الآغا خان الثالث، الذي كان يتردد على المدينة شتاءً للاستفادة من مناخها الدافئ في علاج مرض الروماتيزم. وبعد وفاته، أوصت زوجته، البيجوم أم حبيبة، بدفنه هناك، ليتم بناء ضريح خاص له يطل على نهر النيل، ويصبح أحد أبرز معالم أسوان.
حافظ الآغا خان الرابع على هذا الارتباط من خلال مساهمات تنموية وثقافية بارزة في مصر، نفذتها شبكة الآغا خان للتنمية. ومن أبرز هذه المشروعات إنشاء حديقة الأزهر في القاهرة، وإعادة ترميم مواقع تاريخية عدة، مثل مسجد الأمير آق سنقر (الجامع الأزرق) ومجمع خاير بك.
كما أسست البيجوم أم حبيبة مؤسسة أم حبيبة للتنمية والتى قامت بتنفيذ العديد من البرامج التنموية فى خدمة المجتمع الأسوانى لكونها رافداً هاماً من روافد العمل الخيرى والأهلى على مدار العقود الماضية بداية من عشق الراحل أغاخان وزوجته البيجوم لأسوان ، فضلا دعم شبكة الأغاخان لخطط المحافظة من أجل رفع المستوى الصحى والمعيشى لأهلها فى القرى والمناطق السكنية الشعبية وخاصة مشروع القروض المتناهية الصغر مما يؤكد على أن منظمات المجتمع المدنى هى شريك أساسى فى إحداث التنمية الشاملة .
وبرحيله، يعود الآغا خان الرابع إلى أسوان، حيث سيرقد بجوار جده، في المكان الذي ظل شاهدًا على علاقة العائلة بالمدينة على مدى عقود وليظل أسمها حاضرا في ذاكرة المدينة .
أخبار متعلقة :