شبكة من الأنفاق الغامضة التي تم العثور عليها عن طريق الصدفة في فرنسا، والمثير أنه ليس نفق أو اثنين، بل شبكة ضخمة من الأنفاق تحت الأرض تربط أوروبا بأكملها مع بعضها البعض.
تتعدد الآراء حول الهدف من تأسيسها، يدعي البعض أنها مخابئ يوم القيامة استعدادا للاختباء من أي خطر محتمل أو قنابل نووية، أو أنها بقايا كائنات فضائية رحلت منذ زمن طويل، وآخرون يفسرون وجودها بأن له وظيفة روحية او دينية.
شبكة أنفاق تحت الأرض
ما قصة هذه الكهوف المختبئة تحت الأرض والهدف منها؟
اكتشف هذه الأنفاق، خبير في مجال الروبوتات في جامعة العلوم التطبيقية في النمسا، خلال دراسته في بعثة رسم خرائط نفق إردستال في العام الماضي، وخلال وجود روبوت استكشافي، ظن أنها ربما تكون قصيرة، لكن اتضح انها ممرات كبيرة تحت الأرض.
وتفاجأ بأنها ليست كهوفا عادية، وبعد البحث اتضح أن أنفاق إردستال تتكون من أنفاق ضيقة للغاية تتخللها غرف صغيرة، ويمتد بعضها على مستويات متعددة، أو مساحات زحف ضيقة يزيد عرضها عن قدم واحدة.
وللانتقال من مستوى إلى آخر، يجب على الشخص التسلل عبر فتحات تكفي لشخص واحد.
حاول علماء الآثار فهم متى وكيف تم بناء الأنفاق واستخدامها للمرة الأولى، من خلال دراسة الوثائق من العصور الوسطى، ومع ذلك، لم تسفر عمليات التنقيب عن أدلة واضحة، مما يؤدي إلى انتشار التكهنات حول هذه الأنفاق. بعض النظريات تشير إلى أنها كانت تستخدم لأغراض روحية أو دينية، بينما يعتقد آخرون أنها قد تكون بقايا لكائنات فضائية غادرت الأرض منذ زمن بعيد.
مهما كانت أصول هذه الأنفاق، فإن أنفاق إردستال تحمل في طياتها أسراراً عن حقبة من الحضارة الإنسانية التي كانت محاطة بالكثير من الغموض. على الرغم من وجود الكتابة في ذلك الوقت، إلا أنها كانت تركز بشكل رئيسي على مواضيع الكنيسة والدولة.
الأنفاق الجوفية
أطلق الباحث “لوك ستيفنز” الذي يدرس أنفاق إردستال في فرنسا، لقب “الأنفاق الجوفية” ويعتقد أنها كانت تُستخدم لأغراض أكثر انتشارا مثل تخزين الحبوب، أو كأماكن للاختباء من اللصوص، أو حتى أماكن للنجاة في أوقات الحروب والقصف، وكذلك مخابئ للبقاء فيها في أوقات الشتاء القارس.
وفي أحد المواقع، قام الباحثون بمسح حجر دفاع بالقرب من مدخل ضيق لأحد هذه الأنفاق. ووجدوا مواقد وأنابيب التهوية التي تصل إلى السطح، ومصابيح الزيت.
تعد الأماكن الضيقة تحديًا كبيرًا لدراسة الهياكل تحت الأرض، وفشلت الطرق التقليدية في دراستها، مما اضطرهم لاستخدام التكنولوجيا لتسهيل المهمة. ومن بينها جهازا محمولا مزودا بكاميرا وأجهزة استشعار دقيقة لقياس العمق.
كواليس بناء الهياكل
ويوفر هذا الجهاز القدرة على التركيز على تفاصيل معينة فور اكتشافها. عبر وضع المستشعر على الحائط وإذ لاحظ وجود حفرة في الحائط يتمكنوا من الحصول على صورة دقيقة.
بعد إجراء مسح لأجزاء من مجمع نفق إردستال في النمسا، تمكن الباحثون من إنشاء نموذج ثلاثي الأبعاد يكشف الكثير عن الهيكل الذي يتكون من سبع غرف موزعة على ثلاثة مستويات.
وعن كيفية بناء الهيكل، يعتقد الباحث أنهم بدأوا بحفر حفرة مركزية، ومن ثم حفروا الغرف، مع إزالة جميع المواد من الهيكل الأساسي، وبعد ذلك، قاموا بتوصيل الغرف وملء الحفرة الأولية، ليتركوا فقط الهيكل الذي نراه اليوم.