في حدث غير عادي، تم رصد بحيرة ضخمة في وسط الصحراء الكبرى، الأمر الذي أذهل العلماء والمراقبين، وأثار جدلا واسعا على مواقع التواصل الاجتماعي خلال الساعات القليلة الماضية.. فكيف حدث ذلك؟
هذه الظاهرة المثيرة للجدل، تم توثيقها من خلال صور فضائية تم التقاطها بواسطة “Landsat 9” التابع لوكالة ناسا، وهو جهاز مخصص لمراقبة الأرض وإرسال الصور بشكل منتظم لكوكبنا.
بحيرة وسط الصحراء لكبرى
تظهر الصور التي تم التقاطها أول مرة في 12 أغسطس وجود سبخة مائية مالحة في وادي الساورة في الجزائر، لكن خلال أكتوبر الجاري، تحول المشهد تمامًا ليظهر بحيرة خضراء ضخمة.
هذا التغير السريع يُعزى إلى هطول الأمطار الذي ملأ المنطقة بالمياه، ما جعلها ظاهرة نادرة للغاية، وذلك بحسب ما ذكرته صحيفة “ديلي ميل” البريطانية.
وأوضح العلماء أن هذه البحيرة تقع على طول سلسلة من الأودية، ويغذيها نهر عابر يُعرف باسم واد ساورة، الذي يدخل من الجنوب الشرقي.
التقارير العلمية تؤكد أن الزيادة في مستوى المياه في تلك المنطقة قد تكون نتيجة لتغير المناخ، حيث تشير الأدلة الجيولوجية والأثرية إلى أن الأراضي الرطبة والغطاء النباتي وحتى البحيرات كانت تنتشر بشكل كبير في الصحراء الكبرى.
التغير المناخي وتأثيره على الصحراء
مع استمرار ارتفاع درجات الحرارة العالمية، يُعتقد أن هذه الظواهر المائية قد تصبح أكثر شيوعًا في أجزاء من الصحراء الكبرى.
وقال موشيه أرمون، خبير المناخ، إن “ما سيحدث في الصحراء الكبرى ما يزال غير واضح للغاية، ولكننا نأمل أن نتمكن في النهاية من تطوير فهم أفضل لمستقبل هذه المنطقة من خلال دراسة أحداث ملء البحيرة”.
وتشير الأدلة الجيولوجية والأثرية إلى أن الغطاء النباتي والأراضي الرطبة وحتى البحيرات كانت تغطي مساحات كبيرة من الصحراء الكبرى.
لا يقتصر الأمر على مجرد رصد للظواهر الطبيعية، بل إن دراسة هذه الأحداث تمثل خطوة مهمة لفهم الديناميات المناخية والتغيرات البيئية.
وحسب العلماء، فإن تسلط الأضواء على الحاجة الملحة للبحث العلمي والتواصل المستمر بين المؤسسات العلمية، ما قد يؤدي إلى تنبؤات أكثر دقة حول مستقبل البيئات الصحراوية وتأثير التغير المناخي على الأنظمة البيئية المختلفة.