شهد الرئيس عبد الفتاح السيسي، مساء اليوم السبت، احتفالية اتحاد القبائل العربية والعائلات المصرية بمناسبة ذكرى انتصارات أكتوبر بالمدينة الأولمبية في العاصمة الإدارية الجديدة.
بدأت فعاليات الاحتفالية بقراءة آيات من الذكر الحكيم بصوت القارئ الشيخ أحمد تميم المراغي.
حضر الاحتفالية رئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي ووزير الداخلية اللواء محمود توفيق وعدد من الوزراء وكبار رجال الدولة.
من جانبه، رحب مقدم فعاليات الحفل الفنان عمرو سعد بالرئيس عبد الفتاح السيسي، معربا عن شكره على تلبيته دعوة القبائل والعائلات المصرية ومؤسسات المجتمع المدني بالاحتفال بمرور 51 عاما على نصر السادس من أكتوبر عام 1973 المجيد.
وأضاف أن الاحتفالية تشهد حشدا جماهيريا ضخما من كل محافظات مصر، من شمالها إلى جنوبها، ومن شرقها إلى غربها، من أهل أسوان والنوبة والدلتا والوادي الجديد ومطروح وسيناء.
وتابع أن هذه الاحتفالية أول احتفالية تنظمها مؤسسات المجتمع المدني مع القوات المسلحة في (استاد مصر) داخل أضخم قلعة رياضية في الشرق الأوسط بالقرية الأولمبية بالعاصمة الادارية الجديدة.
وقال الفنان عمرو سعد إن الفن كان له دور عظيم في ترابط الشعب، ليروي حكايات الأبطال التي سطرت تاريخنا ونعيش الفخر به في كل لحظة.
وأضاف أن اليوم ليس مجرد احتفالية أو حدث عابر، ولكن نحن نتحدث عن تاريخ وقوة وحضارة بدأت منذ آلاف السنين وما زالت مستمرة داخل كل مصري.
ثم تم تقديم استعراضات وفقرات غنائية لمجموعة من الشباب والفتيات للاحتفال بانتصارات أكتوبر المجيدة.
وتم عرض فيلم تسجيلي بعنوان “حكاية أبطال”، بدأ منذ فجر التاريخ مع توحيد الملك مينا موحد القطرين في مصر؛ حيث استطاع توحيد “الدلتا والصعيد” تحت اسم أرض الإله “مصر”، والتي لم تنقسم من التوحيد حتى يومنا الحاضر.
واستعرض الفيلم تعرض مصر إلى غزو الهكسوس واحتلال الشمال؛ حتى جاء الملك أحمس واعتمد على محاربي النوبة في هزيمة الهكسوس.
كما أوضح الفيلم دور قبائل سيناء في قطع خط المدد والنجاة عن الهكسوس، حتى استطاع الملك أحمس طردهم من مصر، ومن بعده وصلت جيوش الملك تحتمس حتى وصلت إلى أعماق آسيا.
أول من عقد معاهدة سلام في التاريخ
وأشار الفيلم إلى أن الملك رمسيس الثاني هو أول من عقد معاهدة سلام في التاريخ، ومرت على مصر الآشوريين والإغريق والفرس والبطالمة والرومان والأمويين والعباسيين والمماليك، حتى جاء المغول وبمساعدة قبائل سيناء مع الجيش كانت هذه أول هزيمة للمغول.
وتناول الفيلم تصدي أهالي دمياط والمنصورة للغزو الفرنسي، وأسروا لويس التاسع ملك فرنسا وسجنوه في دار ابن لقمان، مؤكدا على أن مصر دائما جيش مع الشعب على مر التاريخ.
وانتقل الفيلم التسجيلي إلى ثورة 23 يوليو 1952، التي قام بها الضباط الأحرار للإطاحة بالفساد والمحسوبية ورحيل آخر ملوك الأسرة العلوية، وجلاء الإنجليز عن مصر عام 1954 وتأميم قناة السويس عام 1956، ثم وقوع النكسة في عام 1967.
وسلط الفيلم الضوء على قرار القيادة عام 1967 بتنظيم القبائل في كيان اسمه “منظمة سيناء العربية”، كما تحدث الفيلم عن بطولات أبطال القوات المسلحة ومن بينهم إبراهيم الرفاعي قائد مجموعة صاعقة 39 الملقب بـ”أسد الصاعقة المصرية “، والفريق عبدالمنعم رياض ونصر سالم، حتى جاء نصر السادس من أكتوبر عام 1973 المجيد.
وركز الفيلم أيضا على محاربة الجيش المصري للإرهاب في سيناء بعد ثورة 30 يونيو عام 2013 بدعم من القبائل العربية في سيناء، وإطلاق حملة “حق الشهيد”.
ثم قدم الفنان تامر عاشور فقرة غنائية شدا خلالها بأغنية “تعظيم سلام” ، أعقبها أوبريت فني غنائي بعنوان “تحدي ورا تحدي”، شدا خلاله عدد من الأصوات المصرية، من بينهم الفنان محمد فؤاد وهشام عباس وحكيم وحميد الشاعري وبوسي.
وتتالت الفعاليات، بعرض 8 أفلام قصيرة تسلط الضوء على جوانب خفية في حياة أبطال حقيقيين استطاعوا تحويل التحديات إلى فرص، وتسليط الضوء على امتداد أيادي التطوير إلى كافة محافظات مصر.
وسلط أحد الأفلام على حياة لاعبة رفع الأثقال البارليمبية نادية فكري التي حققت الميدالية البرونزية خلال مشاركتها في دورة الألعاب البارالمبية (باريس 2024)، وأكدت أن حياة الرياضيين من ذوي الإعاقة اختلفت منذ تولي الرئيس عبد الفتاح السيسي ومدى الدعم الذي تقدمه مصر لذوي الإعاقة، وليس فقط للأبطال الرياضيين.
وسلط فيلم آخر الضوء على مدى التحول الذي شهدته مدينة العلمين وتطهيرها من الألغام وتحويلها إلى مدينة متكاملة، والاهتمام بأهاليها.
وتناول فيلم آخر الانجازات التي تحققت في مشروعات البنية التحتية، من بينها الطرق التي تم إنشاؤها وربطت أنحاء مصر، ويسرت حركة النقل ومن بينها أنفاق (تحيا مصر) وطريق الضبعة ومحور 30 يونيو وغيرها من الطرق.
فيما سلط فيلم قصير الضوء على مدينة الواحات البحرية واهتمام الدولة بها سواء من خلال الترويج للمواقع الأثرية في المدينة ولمنتجاتها من التمور التي تعد من أجود الأنواع.
وركز فيلم قصير آخر على أيادي التطوير التي شملت النوبة وأسوان في مشروعات البنية التحتية والمجمعات السكنية وتطوير مراكز الشباب والنوادي.
وسلط أحد الأفلام الضوء على مبادرات الرئيس عبد الفتاح السيسي، والتي من بينها، مبادرة القضاء على فيروس سي، ومبادرة الكشف المبكر عن سرطان الثدي، والتوعية والدعم النفسي الذي يلقاه الأهالي حتى التماثل للشفاء من هذه الأمراض.
واستعرض فيلم سيرة أبطال شمال سيناء، ومن بينهم الحاجة فرحانة، حيث أكدوا التكاتف بين قبائل سيناء والقوات المسلحة منذ القدم، فضلا عن تسليط الضوء على الطفرة التي شهدتها سيناء من مشروعات تنموية، إلى جانب سباقات الهجن التي تعطي رسالة واضحة من خلو سيناء من الإرهاب.
وقدم الفنان الشاب ويجز أغنية وطنية صاحبها استعراض لمجموعة من الشباب، ليختتم الحفل بعد ذلك بأغنية للفنان محمد منير والفنانة أنغام بعنوان “يبهروك” التي لاقت تفاعلا كبيرا من الجماهير والحضور.
وقبل نهاية الحفل، ألقى الرئيس عبد الفتاح السيسي كلمة وجه فيها التحية للشعب المصري، وعبر عن فخره بانتصار مصر في حرب السادس من أكتوبر عام 1973 المجيد الذي كان “فكرة ملهمة” لن تموت أبدا، وقدم فيها الشعب المصري مثالا للتحدي والصمود.
وعزف في نهاية الحفل النشيد الوطني المصري، ثم غادر الرئيس مقر الاحتفال.