حققت الدولة تقدمًا ملحوظا في تطوير العشوائيات بجميع المحافظات، خاصة محافظة القاهرة، التي كانت تعاني من نسبة عشوائيات تصل إلى 50%، ولذلك سوف تعرض مصر تجربتها في هذا المجال خلال فعاليات المنتدى الحضري العالمي في دورته الثانية عشرة (WUF 12)، الذي سيقام من 4 إلى 8 نوفمبر المقبل، ويعتبر هذا الحدث ثاني أهم مناسبة عالمية على أجندة الأمم المتحدة بعد قمة المناخ.
الحفاظ على القاهرة التاريخية
وفي هذا الصدد، قال الدكتور الحسين حسان، خبير التنمية المحلية، إن مصر تعمل على معالجة الغفلة المتعلقة بدور التخطيط الحضاري في الحفاظ على القاهرة التاريخية، فقد كان هناك إهمال للبعد الاقتصادي للمدينة، بما في ذلك الفعاليات الثقافية والفنية، أما الآن فقد تم إحياء هذه المباني من خلال إعادة التخطيط بما يتناسب مع الطابع المعماري الفريد، مع التركيز في الوقت نفسه على حماية المباني التراثية.
وأضاف حسان- خلال تصريحات لـ”صدى البلد”، أن أهمية إعادة تأهيل المناطق العشوائية في القاهرة، التي كانت تعاني من تفشي العشوائيات منذ ستينات القرن الماضي، وأوضح أنه يعتبر ما يحدث الآن جزءا من عملية إعادة التخطيط التي تهدف إلى تحسين كفاءة الخدمات، وتوسيع الميادين، وتعزيز البنية التحتية، وتحديث المخططات القديمة لتلك المناطق.
وأشار حسان، إلى أن المناطق العشوائية كانت تعاني من نقص التطوير، مما زاد من تفشي العشوائية، لذلك تهتم مصر الآن بإعادة بناء القاهرة لتكون في مستوى الجمهورية الجديدة، مع الحفاظ على جمالها التاريخي، ولكن بصورة أكثر تطورا مقارنة بالعشوائيات السابقة، مؤكدا أن تأهيل القاهرة يمثل تمهيدًا لمشروعات عديدة قادمة.
وتابع: “الاستثمارات الكبيرة التي تم صرفها على التطوير، مثل مشروع الفسطاط، الذي حول منطقة سور مجرى العيون والمدابغ إلى أماكن متطورة، مما يعكس استمرار مخطط تطوير القاهرة الجديدة أو القاهرة الخديوية”.
مشروعات تطوير العشوائيات في القاهرة
من بين أهم مشروعات تطوير العشوائيات التي نفذتها مصر في محافظة القاهرة، تتجلى إنجازات مثل إنشاء مدينة الأسمرات، ومدينة أهالينا، ومدينة المحروسة. بالإضافة إلى مشروع تطوير المنطقة خلف سور مجرى العيون ومناطق الفسطاط، حيث أسهمت هذه المبادرات في القضاء على العديد من المناطق العشوائية في العاصمة.
مدينة الأسمرات
تُعد مدينة الأسمرات واحدة من المشاريع التي أحدثت نقلة نوعية في حياة سكان العاصمة، حيث استقبلت أكثر من 20 ألف أسرة من المناطق العشوائية، محولة مسار حياتهم نحو الأفضل، كذلك جاءت مدينتا المحروسة وأهالينا كمشروعات مكملة تعكس الجهود المبذولة لتحسين الحياة في تلك المناطق.
مشروع تلال الفسطاط
أما مشروع تلال الفسطاط، الذي يقع حول بحيرة عين الصيرة، فقد غيّر المنطقة بأكملها إلى متنزه عالمي، هذا المشروع ساهم أيضًا في نقل سكان عقارات وعشش منطقة مثلث ماسبيرو إلى وحدات بديلة في الأسمرات، حيث تم صرف بدل إيجار لأكثر من 900 أسرة عادت لاحقًا إلى المنطقة بعد انتهاء المشروع.
الأبراج الجديدة
يُجرى حاليًا إنشاء 7 أبراج، منها 4 أبراج تطل على شارع 26 يوليو، و3 أبراج “أبراج النيل” المطلة على كورنيش النيل ومجاورة لمبنى الإذاعة والتلفزيون. تبلغ استثمارات هذه الأبراج نحو 6 مليارات جنيه، حيث يصل ارتفاع الأبراج إلى 30 طابقًا، مع تصميم فريد يضم 4 أدوار معلقة تربط الأبراج الثلاثة، بالإضافة إلى 8 شقق واسعة وفيلتين متميزتين.
تطوير محيط سور مجرى العيون
يقترب مشروع تطوير محيط سور مجرى العيون من الانتهاء، حيث تم ترميم السور باستخدام تكنولوجيا الليزر، بعد نقل حوالي 100 مدبغة إلى مدينة الروبيكي و1500 أسرة إلى الأسمرات. تم إنشاء محور ترفيهي على مساحة 16 فدان، بالإضافة إلى 70 عمارة سكنية ذات طراز معماري مختلف تضم 1286 وحدة سكنية، مع إنشاء أسواق متنوعة لمنتجات الحرف التراثية، ومناطق للمسرح والفنون.
مشروع روضة السيدة
وأطلق مشروع روضة السيدة 1 بعد إزالة منطقة تل العقارب العشوائية، وتم إعادة تسكين السكان في المشروع. يجري حاليًا تطوير منطقة الطيبي المجاورة للمشروع تحت اسم روضة السيدة 2، حيث انتهت المحافظة من إزالة عقارات المرحلة الثانية، ومن المقرر تسليم 15 عمارة سكنية تتضمن 700 وحدة سكنية خلال الأيام القادمة. كما تتضمن المرحلة الجديدة إنشاء 50 وحدة تجارية ومنطقة خدمات تشمل نقطة شرطة وحضانة وأماكن عامة مثل الملاعب والحدائق.
وجدير بالذكر، أن هذه المشاريع هي الجهود الكبيرة التي تبذلها الدولة لتحسين نوعية الحياة في القاهرة، وتوفير بيئات سكنية مناسبة لأهالي المناطق العشوائية، مع الحفاظ على التراث الثقافي والمعماري للمدينة.