الجميع يتابع عبر موقع خليج نيوز..المتهمون ألقوا بأسرة كانت آمنة إلى غيابات الحزن|شاهد
استمعت هيئة الدائرة الثالثة بمحكمة جنايات أسيوط ، اليوم الأربعاء ، الى مرافعة النيابة العامة في محاكمة 5 أشخاص بينهم 3 أشقاء متهمون باستدراج طــ.ـفـل وذبــ.ـحه وبـتر كفيه لبيعهما للمنقبين عن المقابر الأثرية بمركز البداري في أسيوط .
عقدت الجلسة برئاسة المستشار سامح سعد طه، رئيس المحكمة وعضوية المستشارين أسامة عبد الهادي عبد الرحمن نائب رئيس المحكمة وأحمد محمد غلاب عضو المحكمة ، وحضور أحمد جمال أبوزيد وكيل النائب العام، وأمانة سر خميس محمود ومحمد العربي.
مرافعة النيابة العامة
استمعت المحكمة لمرافعة المستشار أحمـد جـمال أبوزيد وكيل النائب العام والذي قال “إن النيابة العامة لتقف اليوم في محرابكم العادل الذى بينت دعائمه على الحق والعدل والخير والنور وتحمل أعباء عظاما وأمورا جساما تنوب عن مجتمع جاء بأسره ليستظل ساحتكم الكريمة من لهيب الظلم وَقَسوته وبطشته نستصرخكم أن تضربوا بيد من حديد على من انتهك الأَعراض وارتكب المحرمات وتعدى على حقوق البشر في الحياة جهارا نهاراً.
خمسة من نفر إبليس
واستكمل : إننا اليوم نقف أمام من افتروا على حق رب البرية وانتهَكوا حرمَة الدم البشرية وقتلوا نفسا بريئة من غير ذنب ولا جريرة فأنكروا فعلهم الحجر والشجر وألْقَوا الفزع في قَلوب البشر فقد ذبـ.ـحوا ضحيتهم بطرِيقَة دهية حيوانية ولــم تلق الرحمة إلى قلوبهم سبيلاً فبرأت منهم ذمة اللّٰه ورسوله والناس أجمعين.. جئناكم اليوم بواقعة قـ.ـتل فيها الناس جمِيعاً واقعة أَصابت قلوب شهودها بكرب وحسِرة وهلع وألم تدمى القلوب وتأباها العقول وترفض العيون تصديق حدوثها، القـ.ـتل فيها فظيع والموت فِيها سريع وإنني يا سيادة الرئيس علي يقين تام بأنكم اعلم منا بوقائع تلك الدعوى وكافة ما حوته الأَوراق من أدله إثبات ولَكن اسمح لي أن أعرض موجزاً عَنها ليستبين من خلاله عظم فعل هؤلاء المتهمين وجليل جرمهم ليعلم القاصي والداني أَنه ما أَتى بهم إلى هذا الموضع إلا قَبيح أفعالهم وسيئ أعمالهم فحق العقاب.. ولكن قبل الخوض في غمار أحداث تلك القَضية كان لزاماً علينا أن نبين من هم المتهمون ومن هو المجني عليه فالمتهمون في وقائع دعوانا خمسة رجال لا واللّٰه لا أقول رجالا بل هم خمسة من نفر إبليس فالذكورة تـكوينات خلقه وهى منحة من رب البرية ليس للمرء فيها يد أو سلطان أما الرجولة فهي طباع عالية ورفعة بالنفس البشرية ونفس أبيه راضية مرضية وهؤلاء المتهمون لا يوصفون بالرجولة .
تقسيم الأدوار بين المتهمين
واستكمل: وقد انقسم المتهمون إلى فئتين وكلا الفئتين باغية أما الفئة الأُولى فهِم المحرضون وهم أساس كل بلاء وسبب كل عناء وشقاء ولولاهم ما استبيحت الدماء وهما المتهمان الرابع ويدعى فارس دياب محمدين سلِمان البالغ من العمر ثمانية عشر عاماً والخامس شكري أحمد عبدالكرِيم البالغ من العمر سبعة وستين عاماً.
هؤلاء المتهمان غرتهما الدنيا بزينتها وزخرفها وسعيا فيها علي غير هدى فغدوا يبحثان عن الغنى من كل سبيل غير عابئين أمن حلال أم من حرام حتى وصلت بهما أفكارهما الشيطانية أن يبحثا عن الآثار فسولت لهما نفساهما أن تلك المقابر لا يمكن أن تفتح إلا إذا أريقت لها دماء بشرية قَربانا لخادمها وامتدت إليها يدا قَتيل لتفتحها فحرض المتهمون الثلاثة الأَول واتفقوا علي ذلك تحريض واتفاق على القـ.ـتل والدمـ.ـار تحريض واتفاق علي محاربة الكبير المتعال وهنا وجب علينا أن نعرف بهؤلاء المتهمين الثلاثة الأول فهم أصحاب الفئة الثانية : هم الفاعلون الأصليون من خططوا ودبروا ونفذوا وهم ثلاثة أشقاء الأول يدعى مدحت عبدالعال أحمد ويبلغ من العمر تسعة عشر عاما والثاني يدعى مصطفى عبدالعال أحمد ويبلغ من العمر خمسة عشر عاما والثالث يدعى محمود عبدالعال أحمد ويبلغ من العمر اثنين وعشرين عاما .
وتابع :هؤلاء المتهمون جميعا لم تعرف البشرية في تاريخها الطويل ولن تعرف في قابل أيامها مثلهم في إحساسهم وقساوة قلوبهم فقد عاش المتهمون حياة تجردوا فيها من مشاعر الإنسانية فما أحوجني اليوم إن أجد وصفا ليسع جريمتهم النكراء وما أحوجني اليوم أن يخرج لساني عن عفته لأصف هؤلاء المجرمون بما يليق بفعالهم فلقد نزلوا بجريمتهم النكراء إلى غيابات الجب وغدروا بطفل لا قبل له بهم وألقوا بأسرة كانت أمنة مطمئنة إلى غيابات الحزن وقسوة الظلم ومرارته وبطشته، ولكن أنى لهم ذلك ونحن ها هنا واقفون وعن حقوقهم مدافعون ماضون فيما استرعانا الله عليه وطوقت به أعناقنا من أمانه الدفاع عن حقوق أبناء هذا المجتمع .
أما عن المجني عليه فهو ذلك الطـ.ـفل المغدور به محمد عصام أبو الوفا مهران لم يجاوز السابعة من عمرة ذلكم النبت الذي طرح في بستان والديه فهو ثمرة حياتهما وزهرتها فلا ضغينة دفينة ولا شر هناك مستطير ينال من هذه البراءة سوى قلوب قاسية ، فما أقترف الطفل المسكين إثما أو ذنبا يحاسب عليه ، وما كان فتيل نزاع يعاقب من أجله والديه اللذين سقيا هذا النشء الطارح ليكون يانعا في تربه أرضهما،. والتي بات أصلها ثابت وفرعها في السماء آملين أن يؤتى أكله كل حين بإذن مولاه ليضحى بعد حين لهذه الأسرة شأن يغنيها ملجأ يؤويها فقتلوه غدرا وخسة .
البحث عن الآثار وجني الأموال
وقال وكيل النائب العام في مرافعته : تبدأ وقائع هذه الدعوى يوم أن انشغل المتهمون بهوس البحث عن الآثار وجني الأموال فهذا المتهم الخامس يزعم كذبا وافتراء وبهتانا وضلالا أنه يملك القدره علي فتح المقابر الأثرية إلا أنه يحتاج لذلك أن يقـ.ـتل طفلا لم يجاوز السابعة من عمره ثم تقـ.ـطع كفاه لتقدما قربان لخادم المقبرة ليرضى فتفتح ويخرج منها الذهب والفضة فتتغير حياته ومن يعول إلى فرح وسرور فصار عند هذا المشعوذ الدجال قـ.ـتل الأطفال سبيلا لجني الأموال …أي قلب هذا الذي تحمله بين ضلوعك لترضى قتل الأطفال سبيلا للمال ؟!! ألم يدور بخلدك يا غدار أنك إذ تبيت مسرورا بهذا المال يملئ بيت غيرك الحزن والدمار أأمنت مكر الكبير المتعال ألم تفزع نفسك وترتعد فرائصك لحرمة الدماء ألم تخشى من الله فتعصاه بهدم بنيانه الذي بناه ورسول الله يقول (الإنسان بنيان الله ملعون من هدمه.. وهذا كان شرط المتهم الخامس وهذا جرمه المقدم به للمحاكمة الجنائية تحريض علي القـ.ـتل وٱتفاق عليه فعلم بهذا الشرط من هو شر منه وهو المتهم الرابع ويدعى فارس دياب محمدين فهو أيضا ممن شغله البحث عن الآثار وحب المال فنقل تلك الفكرة الشيطانية إلى باقي المتهمين الذين انصاعوا إلى رغبتهم في الغنى السريع فعقدوا النية وتفكروا بروية ولم يجدوا لغايتهم سبيلا إلا قـ.ـتلا غدارا ومكروا مكرا كبارا فأعدوا مخططا إجراميا أحكموا دقائقه دراسة واستنفذوا وسائله إحكاما وعزموا علي القتل والدمار من أجل الحصول علي المال وقسموا فيما بينهم الأدوار فهذا قاتل وهذا مستدرج ومعين وهذا مراقب للدار ونظير .
وفى يوم الفاجـ.ـعة الثامن عشر من شهر يونيه لعام ألفين وأربعة وعشرين أبصر آلمتهم الأول المجني عليه محمد عصام أبوالوفا يرتع ويلعب مع الطفل أحمد رماح وهو طفل لم يجاوز السابعة من عمرة أيضا فنظر إليه وكأنه عثر علي ضالته نظر إليه فرأه ثمنا لغناه وسبيلا لثراه فهان عليه قتله نظر إليه نظرة الذئب غادرا ماكرا نظرة تجردت من كل مشاعر الإنسانية نظرة تأنفها الفطرة البشرية السوية فهذا المسكين بعد قليل سيكون قتـ.ـيل … قتـ.ـيل البحث عن الآثار وجني الأموال ولإتمام مخططة الآثم وفكرته الدهية الشيطانية أرسل شقيقه المتهم الثاني ليستدرج المجني عليه إلى أحد حظائر المواشي حيث ينتظره هناك قاتـ.ـل غدار فكر وقدر ودبر وللاجهاز علي ضحيته تحضر فتحين الزمان والمكان وأقسم بالله ليفسدن على والديه فرحهما بصباه ولينقلبن الفرح علي يده التي غسلت بماء آسن إلى ترح والسرور إلى حزن ووجع وليقتلن ضحيته في سفور وفجور بعد أن استدرجه وأخفاه عن أعين الحضور .
تقديم كفيه لمشعوذ ودجال
وتابع : فجاء ذلك المسكين وبرفقته الطفل أحمد رماح الذي فر هاربا عقب لحظات من دخول حظيرة المواشى جاء يسير إلى موطنه الأخير جاء يسير إلى حيث لا عودة إلا قتـ.ـيل وما أن أبصره المتهم الأول حتى أضجعه علي ظهره وطلب من المتهم الثاني أن يمسك بقدميه ثم أخرج سكـ.ـين كان بحوزته ونـ.ـحر رقبته وقطع أوداجه فسالت دمـ.ـاؤه الطاهرة الذكية من غير ذنب أو جريرة ولم يكتف بقـ.ـتله فغايته من القـ.ـتل لم تتحقق بعد فأمسك بكفي ذلك الطفل القـ.ـتيل وقام بقطـ.ـعهما تمهيدا لتقديمهما للمتهم الخامس ذلك المشعوذ الدجال ليتمكن بهما من استخراج الكنوز والآثار.
استدراج المجني عليه إلى الحظيرة
واستكمل: ” إن المتهمين الأول والثاني استدرجاه ، ومن وسط أقرانه انتزعاه وعن أعين أهله وذويه أبعداه ، وإلى حظيرة المواشى أدخلاه ، ومن يديه وقدميه قيداه ، وأتيا على فيه فأخرساه، وعلى ظهره أضجعاه وبسكـ.ـين ذبـ.ـحاه ، وبذات السكـ.ـين قطعا كفاه ، وإلى دجالهما قدما الكفين وانتظرا قدوم الذهب والآثار من جراء ما ارتكبوا من قـ.ـتل ودمـ.ـار ، أقول لمن أرتكب الخطايا وغيبا.. وأمسى له سلب الحقوق محببا .. وأعماه حب المال عن كل حرمة .. وبات يرى في القـ.ـتل نهجا ومذهبا ..تربت يداك في البرايا كلهم .. فمثلك يعيش ذئبا ويمـ.ـوت بحبل المشـ.ـنقه” وبعد فعلتهم الآثمة المجرمة تواصل المتهم الرابع المدعو فارس دياب مع المتهم الأول ليطمئن هل أنتهى المتهمون من مهمتهم ..هل أتموا جريمتهم …هل نجوا بفعلتهم .. هل تمكنوا من قـ.ـتل ذلك المسكين غدرا .. هل قطـ.ـعوا يديه فجرا .. هل مهدوا الطريق لغنى مزعوم وتجارة حسبوها لن تبور، فأجابه المتهم الأول في غرور وفجور بأن كل شيء علي ما يرام فها هي الجثة تحت قدمي وها هي يدي الطفل قد قطـ.ـعتهما وهما الآن بين يدي ، وإننا الآن على موعد مع الغنى والحصول علي المال واستخراج الكنوز والآثار، إننا الآن على موعد تفتح لنا فيه خزائن الأرض فننال من زينتها وزخرفها إننا الآن على موعد يتغير فيه الحال من إقتار إلى إيثار ومن ضيق إلى سعة وسنكون بعد قريب ممن يسمع قولهم ويقتفى أثرهم لكثرة مالهم ولكن هيهات هيهات فهناك رب ومنه شرع ومن خلفهم قانون يأخذ علي يد القاتل ويرد الظالم وفى المساء حضر المتهم الرابع وأخذ كفى ذلك الطفل المسكين وأنطلق وبرفقته المتهم الأول لتسليمهما للمتهم الخامس بجوار مقابر الهمامية ولإخفاء الدليل كان المتهم الثالت قد أتلف الهاتف المحمول الذي كان بحوزة المجنى عليه زعما منه أنه بذلك يخفى كل دليل للوصول إليهم وحتى يصرف الأنظار عن قبيح جرمهم وجد والد المجني عليه يبحث عن نجله فلم يرق قلبه لنظرات اللهفة التي في عينيه فتظاهر بالبحث عنه لتضليله وحتى لا يفتضح أمرهم .
حمل الجثة وإلقاؤها في الزراعات
واستكمل : سيدي الرئيس يبحث المتهم الثالث عن جثمان الطفل وهو يعلم أنه مقـ.ـتول في حظيرة المواشي الخاصة به وأشقائه وظل الجثمان علي هذا الحال حتى أتى المتهم الأول وقام بحلق شعر المجني عليه أملا في تضليل أهليته عند العثور عليه وما أن أقترب ميقات آذان الفجر وفى سكون الليل حتى قام المتهمان الأول والثاني بحمل الجثة وألقياها في أرض زراعية مملوكه للمدعو عادل محمد ذكى لعلمها المسبق بوجود خلافات فيما بين أهلية المجني عليه ومالك الأرض فيلصقوا به الٱتهام .. أي مكر هذا وأي غدر إنه فعل تأنفه العقول قبل الشرائع إنها فعلات منكرات أنتهكوا بها المحرمات وٱرتكبوا الموبقات وخانوا الأمانة وما بينهم من قرابات ، قتـ.ـلوه في المهدى صبيا يافعا، أفسدوا في الأرض والله لا يحب الفساد فحق عقابهم في الأرض والسموات.
إحالة المتهمين للجنايات
وكان المستشار تامر محمود القاضي المحامي العام لنيابات جنوب أسيوط الكلية، أحال 5 متهمين بينهم 3 أشقاء إلى محكمة الجنايات متهمين باختــطاف طـفل وذبـحه وبـتر كفيه لاستخدامها في أعمال السحر وفتح مقبرة أثرية بمركز البداري بأسيوط .
واتهمت النيابة العامة في أمر الإحالة إلى انه في يوم 18 يونيو الماضي قام كل من “مدحت . ع . أ ” 19 عاما طالب وشقيقيه ” مصطفى . ع .أ ” 15 عاما طالب ، و “محمود . ع . أ ” 22 عاما فلاح ، و “فارس . د . م ” 18 عاما طالب ، و ” شكري . أ. ع ” 76 عاما فلاح قام المتهمون من الأول إلى الثالث بقتل المجني عليه الطفل ” محمد . ع . أ ” عمدا مع سبق الإصرار بدافع التحصل على كفيه لاستخدامهما في أعمال السحر وفتح المقابر الأثرية ، فبيتوا النية وتفكروا بروية ولم يجدوا لغنيمتهم سبيلا إلا قـ.تلا غدرا ، فاعدوا لذلك مخططا إجراميا أحكموا دقائقه درسا وانفذوا بان تحينوا من الزمن لحظة لهو المجني عليه ظهرا وتخيروا حظيرة المواشي مسرحا واستدرجه إليها المتهم الثاني متحيلا بان يساعده في أشغال الحظيرة خاصته ، وما أن ظفروا به حتى قام المتهم الأول بطرحه أرضا وأطبق الثاني على قدميه شالا مقاومته وأتموا مخططهم الإجرامي بان أشهر المتهم الأول أداة ” سكـ.ـينا ” أعدها سلفا ونـحر عنقه ذبـحا ثم بـتر كفيه بينما تواجد المتهم الثالث رفقتهما على مسرح الواقعة للشد من أزرهما قاصدين من ذلك قتله فحدثت به الإصابات والتي أودت بحياته .
واقترنت بتلك الجناية جناية أخرى وهي إنهم في ذات الزمان والمكان قاموا باختـطاف المجني عليه بالتحايل بان استدرجه المتهم الثاني إلى حظيرة المواشي خاصتهم مستغلا صغر سنة موهما إياه بمساعدته في القيام ببعض أشغال الحظيرة بينما تواجد المتهمان الأول والثالث رفقته على مسرح الواقعة للشد من أزره قاصدين الاختلاء به بعيدا عن أعين ذويه وقاموا بتنفيذ جريمتهم .