هل يسعى نتنياهو لاستخدام التصعيد العسكرى فى لبنان كورقة ضغط للتفاوض؟

قال الكاتب والمحلل السياسي فادي عاكوم، إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يتبع نهجًا تصعيديًا يهدف إلى تحقيق مكاسب تفاوضية، مشيرًا إلى إن الاحتلال الإسرائيلي قد توغل بريًا داخل الأراضي اللبنانية لمسافات تصل إلى 7 كيلومترات، في المناطق الجنوبية التي كان حزب الله يعتبرها خط دفاعه الأول.

وأضاف عاكوم في تصريحات لـ”الدستور”: “هذا التوغل العسكري أتاح لإسرائيل السيطرة على القطاع الغربي الممتد إلى الخط الساحلي، بالقرب من البياضة والناقورة، وهو ما يعرض مناطق مثل مدينة صور للخطر”، موضحًا أن هذا الوضع قد يؤدي إلى موجة جديدة من التدمير المدفعي الإسرائيلي للقرى والمدن الجنوبية.

استهدافات مباشرة في بيروت

وتحدث عاكوم عن أن إسرائيل استهدفت مواقع في بيروت، ومنها منطقة البسطة، حيث قُتل محمد حيدر، الذي يُعد أحد القادة العسكريين الرئيسيين لحزب الله على الأرض، مشيرًا إلى اختراقات إسرائيلية هيكلية أدت إلى استهداف قيادات بارزة في الحزب، مثل طلال حمية ومحمد الطبطبائي، ما يضع الحزب في موقف صعب قد يدفعه نحو قبول شروط تفاوضية قاسية.

قرار مجلس الأمن وموقف حزب الله

وكشف عاكوم أن هناك تطورات مرتبطة بالتزام حزب الله بقرار مجلس الأمن رقم 1701 وقرار 1559، واللذَين ينصان على حصر السلاح بيد الدولة اللبنانية وانتشار الجيش اللبناني على الحدود، هذه الالتزامات قد تكون مؤشرًا على تغيّر في موقف الحزب نتيجة الضغوط العسكرية الإسرائيلية.

تداعيات التصعيد

واعتبر عاكوم أن هذه التطورات تعكس رغبة إسرائيل في فرض سيطرتها على الجبهة الشمالية وتأمين الداخل الإسرائيلي، كما أن استهداف القيادات الميدانية يعزز محاولاتها لإضعاف البنية القيادية لحزب الله، مما قد يؤدي إلى تغييرات في ميزان القوى على الأرض وإضعاف قدرة الحزب على المناورة في المفاوضات.

وشدد عاكوم على أن نتنياهو يسعى لاستخدام التصعيد العسكري كورقة ضغط لتحقيق شروط تفاوضية تسهم في تعزيز الأمن الإسرائيلي، ولكن هذا النهج قد يؤدي إلى تداعيات إنسانية وعسكرية خطيرة في لبنان.