فلنتابع معاً عبر موقعكم ” خليج نيوز ” التفاصيل المتعلقة بخبر
قال الكاتب والمحلل اللبناني محمد الرز إن هدنة وقف إطلاق النار بين لبنان والكيان الإسرائيلي، التي تمتد لمدة 60 يومًا، تشكل فترة انتقالية حساسة بين منطق الحرب والتدمير وبين مرحلة اتفاق غير مباشر يهدف إلى تهدئة جبهة الجنوب اللبناني بشكل طويل الأمد، استنادًا إلى تنفيذ القرار الأممي رقم 1701.
إسرائيل بين التفوق التكتيكي والفشل الاستراتيجي
وأضاف الرز في تصريحات لـ”الدستور” أن إسرائيل تمكنت خلال الحرب من تحقيق تفوق واضح في الغارات الجوية والحرب الاستخباراتية، ما أدى إلى تهجير نحو مليون و200 ألف مواطن من الجنوب والبقاع والضاحية الجنوبية لبيروت. ومع ذلك، فشلت في تحقيق أهداف استراتيجية مهمة، مثل إنشاء شريط حدودي عازل، وإعادة المستوطنين النازحين في الشمال، أو إشعال فتنة داخلية بين اللبنانيين. كما لم تتمكن من تدمير حزب الله وترسانته المسلحة.
حزب الله: نجاحات ميدانية وخسائر بشرية
وأوضح الرز أن حزب الله واجه خسائر كبيرة في الحرب الاستخباراتية، حيث فقد قرابة 3000 عنصر، بينهم أمينه العام حسن نصر الله وعدد من قيادات الصف الأول والثاني. لكنه نجح في خوض حرب برية صعبة، حيث منع جيش الاحتلال الإسرائيلي من التقدم على الأرض وكبده خسائر بلغت 1050 بين قتيل وجريح، بحسب اعتراف الإسرائيليين أنفسهم. كذلك، حافظ حزب الله على معادلة الردع بإطلاق نحو 24 ألف صاروخ على العمق الإسرائيلي، مستهدفًا مناطق حيوية مثل تل أبيب، حيفا، وعكا.
ما بعد الهدنة: خطوات تنفيذية واتفاقيات مرتقبة
وأكد أن المرحلة القادمة ستكون مشبعة بالإجراءات التنفيذية، مثل انسحاب مقاتلي حزب الله إلى شمال نهر الليطاني بعمق 15 كيلومترًا، مقابل انسحاب تدريجي لجيش الاحتلال الإسرائيلي إلى ما وراء الحدود. وستشرف اللجنة الخماسية، المكونة من الولايات المتحدة، فرنسا، إسرائيل، لبنان، وقوات الطوارئ الدولية، على تنفيذ القرار 1701، بما يشمل انتشار الجيش اللبناني على الحدود ومنع أي مظاهر مسلحة.
وتوقع أن يستكمل مجلس النواب اللبناني انتخاب رئيس للجمهورية، بالتوازي مع إعادة إعمار المناطق المتضررة وتعويض أهالي الشهداء، الذين بلغ عددهم نحو 3800. ومع ذلك، يحذر الرز من احتمال أن يتسبب رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بخطوات تصعيدية تعرقل مسار الهدنة، كما فعل سابقًا في غزة.
كما أكد محمد الرز أن الحرب الأخيرة أظهرت مكاسب تكتيكية لإسرائيل، لكنها أخفقت استراتيجيًا. في المقابل، ورغم خسائر حزب الله التكتيكية، إلا أنه نجح في الحفاظ على مكاسب استراتيجية. ومع دخول فترة الهدنة، تبقى العيون مسلطة على مدى قدرة الأطراف على ترجمة الهدوء إلى حلول مستدامة.