فلنتابع معاً عبر موقعكم ” خليج نيوز ” التفاصيل المتعلقة بخبر
قال الدكتور شادي عبدالسلام المدير الفني لأوركسترا مكتبة الإسكندرية، وقائد أوركسترا الشباب، إن حبه للفن والعزف بدأ منذ طفولته وكان الفضل في ذلك لأسرته التي كانت تحب الفن، فالوالدة كانت هوايتها العزف على البيانو، أما الوالد فهو الفنان التشكيلي وصاحب أهم الجداريات في مصر الدكتور عبدالسلام عيد، مشيرًا إلى أنه يؤمن أن لكل شخص نصيب من اسمه فاختيار والده اسم شادي كان لحبه الشديد للفنان والمخرج الكبير “شادي عبدالسلام” لذا كان للفن بأشكاله المختلفة تاثيرًا كبيرًا في حياته.
وأضاف خلال حوار خاص ضمن سلسلة حوارات “نجم الإقليم” التي أطلقتها “الدستور” أن الإسكندرية تمتلك الكثير من المواهب الفنية، وفي العزف كان لأوركسترا الشباب بمكتبة الإسكندرية دور كبير بتنمية المواهب للوصول بها إلى الاحتراف، مشيرًا إلى أنه منذ تولى قيادة وتدريب أوركسترا الشباب بمكتبة الإسكندرية وهناك العديد من المواهب التي تفوقت على نفسها لتصل لمستوى الاحتراف.
وأشار إلى أن المكتبة تسعى لتقديم أجيال فنية متعاقبة في العزف، لذلك الإسكندرية مع موعد لحفل يشارك به أوركسترا مركز الفنون الوليد الجديد للمكتبة والذي من خلال يتم تقديم جيل جديد من العازفين ليكون هناك تعاقب للأجيال.
وإلى نص الحوار:
بداية.. من هو شادي عبدالسلام ؟
فنان سكندري، أحب الإسكندرية، وأعشق الموسيقى، نشأت على حب الفن، المدير الفني والإداري لأوركسترا مكتبة الإسكندرية، رائد اوركسترا المكتبة السيمفوني، وقائد أوركسترا الشباب، ومدرس بأكاديمية الفنون.
متى بدأ تعلقك بالعزف والموسيقى.. وهل تأثرت بنشأتك في بيت فني؟
بدأ تعلقي بالموسيقى مبكرًا، حيث ولدت في منزل ممتلئ بحب الفن فوالدتي كانت تعزف “البيانو” منذ صغرها كهواية ووالدي فنان تشكيلي سكندري هو الفنان عبدالسلام عيد، وأسرتي هي من شجعتني على الارتباط بالعزف والفن، وبداية تعلقي بالعزف عن طريق آلة صغيرة اسمها “الميلوديكا” ارتبطت بها في الطفولة المبكرة.
عندما كنت في الصف الثالث الإبتدائي، صديقة لوالدتي أخبرتها أن هناك تقديم للمواهب في الكونسرفتوار، وقدمت لي والدتي وتم قبولي لدراسة المواد الموسيقية بجانب المدرسة، واختيار آلة الكمانجا كان صدفة، حيث كنت أريد اختيار البيانو لكن لعدم وجود أساتذة متفرغين حينها تم تحويلي إلى “الكمانجا” والتي أحببتها جدًا، واستمريت في الدراسة حتى حصلت على الدبلومة الموسيقية بعد 10سنوات وبالتوازي مع الثانوية العامة، والتحقت بكلية العلوم جامعة الإسكندرية.
اتجهت للعمل بالموسيقى رغم تخرجك من كلية العلوم.. كيف كان مشوارك؟
دراستي في كلية العلوم كانت بعيدة تمامًا عن مجال الفن وعلاقتي بالكمانجا، وخلال المرحلة الجامعية استمرت مشاركتي في الحفلات، ثم قدمت بأوركسترا شباب البحر المتوسط والذي يضم 120 عازفًا من 20 دولة بالبحر المتوسط، ويتم اختيار العازفين من خلال مسابقة لتصفية العازفين المميزين من كل دولة لتكوين الأوركسترا، الذي يسافر إلى فرنسا لمدة شهرين للبروفات ثم يجوب جميع دول البحر المتوسط لتقديم حفلة في كل دولة، وكنت من العازفين المميزين اللذين يتم اختيارهم، وشاركت في الأوركسترا أثناء دراستي في كلية العلوم 3 مرات.
وعقب حصولي على بكالوريوس العلوم، أردت أن استكمل دراستي في المجال الموسيقى، وقدمت في المعهد العالي للموسيقى في القاهرة والتحقت بالعمل في اوركسترا أوبرا القاهرة بجانب الدراسة، حتى تخرجت من المعهد بتقدير امتياز مع مرتبة الشرف واكملت الدراسات العليا.
من الشخصيات التي كانت لها دور داعم في حياتك الفنية؟
هناك محطات مهمة في حياتي فالدعم الكبير والأول كان من البيت في المرحلة المبكرة، لأنه هو الذي وجهني للفن وتنمية الموهبة، واستمر دعم أسرتي لي حتى عندما اتخذت قرار بعدم العمل بمؤهل بكالوريوس العلوم والتوجه للدراسة في المعهد العالي للموسيقى فكانوا داعمين على كافة المستويات.
والمحطة الثانية هم أساتذتي الذي أدين لهم بالفضل ومنهم معلمة الكمانجا والتي كانت مصرية أرمنية، وكانت سببًا في أن أكون مميزًا في عزف الكمان، وهي بالنسبة للسكندريين الراعي والأم لجميع الطلاب التي كانت تدرس لهم، بالإضافة إلى الدكتور حسن شرارة الذي تتلمذت على يديه، واستاذ روسي وهم من شكلوني كعازف، أما في مجال العمل بالأوركستر كان المايسترو شريف محي الدين إكبر داعم لي فوضع بي ثقته رغم سني الصغير وأعطى لي مسؤليات كبيرة في اوركسترا المكتبة.
كيف أعادت مكتبة الإسكندرية شادي عبدالسلام لعروس البحر المتوسط مرة أخرى؟
في عام 2002 كنت مستقر في القاهرة لعملي في أوركسترا الأوبرا، وكانت تشهد الإسكندرية حدث كبير وهو افتتاح مكتبة الإسكندرية، وفي ذلك الوقت تولى المايسترو شريف محيي الدين منصب مدير مركز الفنون في مكتبة الإسكندرية، وهنا حدثني وقال لي “تحب ترجع إسكندرية ونعمل اوركسترا في المكتبة”، المشروع كان جديد ووافقت على الفور لحبي للإسكندرية، ورغبتي في الرجوع إليها، وتركت اوركسترا الأوبرا، وعدت إلى مدينتي، وتم إسناد لي مهمة المدير الإداري والفني لاوركسترا مكتبة الإسكندرية، وكان حينها المايسترو شريف محي الدين هو مدير مركز الفنون والقائد الأساسي للأوركسترا.
كيف بدأت فكرة إنشاء وركسترا الشباب بمكتبة الإسكندرية؟
بعد افتتاح مكتبة الإسكندرية وإنشاء اوركسترا المكتبة السيمفوني، بعامين جاءت فكرة إنشاء اوركسترا الشباب، ليكون الصف الثاني بعد الأوركسترا الكبير الذي كان يضم العازفين المحترفين والاكثر خبرة، ليكون لدينا عازفين في الإسكندرية بشكل الاساسي، وعدم الاعتماد الأوحد على عازفين القاهرة في الحفلات الموسيقية، ولأن المكتبة منارة ثقافية كان هناك اتجاه أن يكون لنا دور أكبر من تقديم العروض الموسيقية للجمهور وهي فكرة إنشاء اوركسترا للنشء وشباب الموسيقيين الهواة لاحتضانهم في بداية طريقهم في الموسيقية الكلاسيكية ونثقل مواهبهم ليصبحوا عازفين محترفين وتم إنشاء اوركسترا الشباب في 2005، والذي توليت تدريبه وقيادته.
متى كان أول حفل لأوركسترا الشباب وما أنواع الموسيقى التي يقدمها؟
كانت أول حفلة لأوركسترا الشباب عام 2005، وكان الأوركسترا يضم عازفين الوتريات (الفولينة والفيولا والتشيلوا والكونتراباس) وهي الآلات الموجودة بشكل كافي في الإسكندرية وبدأنا اوركسترا الشباب وهو اوركسترا يقدم حفلات كلاسيكية، وموسيقى عربية، وحفلات لمناسبات،
وينقسم لثلاثة أشكال العزف الجماعي، والعزف الفردي، وموسيقى الحجرة وتتكون الفرقة بين 15 إلى 20 عازف، وعلى فترات يتم تنظيم حفل لاتجاه موسيقى مختلف ليكون لدينا موسيقى شامل، للعب جميع انواع الموسيقى، كما ينضم اوركسترا الشباب لاوركسترا المكتبة الرئيسي وكورال المكتبة في حفلات كبري، ووجود اوركسترا الشباب يسهل الأعمال الكبرى لمكتبة الإسكندرية التي تحتاج اعدادًا كبيرة من العازفين.
الفرق بين أوركسترا المكتبة الرئيسي وأوركسترا الشباب؟
أعضاء أوركسترا الشباب درسوا الموسيقى ولكن ليس بشكل احترافي، لأنهم طلاب وخريجين بكليات مختلفة، والفئة العمرية للعازفين بين 18 إلى 26 عامًا، أما الأوركسترا الرئيسي الاحترافي أعضائه من خريجي الكونسرفتوار، ولأن الإسكندرية لا يوجد بها معهد عالي لدراسة الموسيقى فوجود اوركسترا الشباب يعمل دعم الشباب وثقل مواهبهم لنصل بيهم لمستوى العازفين المحترفين في الموسيقى الكلاسيكية. وهناك مجموعة ألتحقوا باوركسترا محترفة في مصر أو في الخارج، أو الأوركسترا الكبير في المكتبة.
حصل أوركسترا الشباب على المركز الأول في مسابقة عالمية كيف كانت التجربة؟
تلقيت دعوة من جامعة ألبيرتا الكندية بمناسبة انعقاد الدورة الرابعة للمؤتمر الدولي للوتريات والذي شارك فيه مجموعات كبيرة من أساتذة الموسيقي والعازفون على الآلات المختلفة من ثمان دول هي: مصر، وكندا، والولايات المتحدة، وروسيا، وأوكرانيا، والصين، والبرازيل، وقبرص، وذلك من خلال حفلة مباشرة تم تسجيلها للمسابقة وتقديمها وتم تحكيمها من نفس لجنة تحكيم الحفلات المباشرة، وتم العمل لمدة 4 شهور قبل تقديم الحفل، وحصد عازفوا أوركسترا شباب مكتبة الإسكندرية على المركزين الأول والثالث في مسابقة مجموعات موسيقى الحجرة، والمركزية الثالث والثالث مكرر في العزف المنفرد للكبار، وهو ما كان إنجاز مشرف للوصول لتلك المراكز بين العديد من المشاركين المحترفين من دول كبرى.
ماذا تتمنى لطلابك من أوركسترا الشباب ؟
أوركسترا الشباب هو عائلة بالنسبة لنا، بدأ بطلاب كانت أعمارهم صغيرة، وهناك ارتباط شديد بين العازفين الشباب والأوركسترا، لذا اتمني أن يحققوا مزيد من الانجازات، وأن يكون هناك اهتمام أكبر بتسليط الضوء على اوركسترا الشباب، فهم على قدر كبير من المسؤلية وشباب مشرف لمصر استطاعوا أن ينافسوا مع خريجي مدارس موسيقية كبيرة في العالم ويحصلوا على مراكز أولى.
كيف تربط مكتبة الإسكندرية الشباب بالموسيقى ؟
موقع المكتبة بالقرب من جامعة الإسكندرية، جعل هناك ترابط بين الطلاب والمكتبة، لذلك نقدم من خلال أوركسترا الشباب حفلات في متناول الطلاب وذلك لجذب الطلاب والشباب للاستماع إلى الموسيقى وهذا النوع من الفن الكلاسيكي والفنون الراقية.
ما الجديد الذي تنتظره الإسكندرية في الموسيقى الكلاسيكية؟
تم افتتاح أوركسترا مدرسة الفنون، الذي انضم إليه 25 عازفًا بداية من سن 10سنوات لما فوق، وهو مستوى مبتدأ، وسيتم تدشين أول حفل للأوركسترا يوم 31 يناير 2025 بمناسبة عيد ميلاد “موتزارت” وهو ايقونة الموهبة الموسيقية المبكرة، وبذلك يكون لدينا 3 مستويات من الأوركسترا بالمكتبة الأوركسترا السيمفوني الكبير، اوركسترا الشباب، اوركسترا مدرسة الفنون ليكون هناك تعاقب أجيال.