فلنتابع معاً عبر موقعكم ” خليج نيوز ” التفاصيل المتعلقة بخبر
تشهد سوريا معارك طاحنة بين قوات الجيش السوري والمليشيات المسلحة في ريفي حلب وإدلب شمال غرب البلاد، حيث شنت الأخيرة هجومًا مفاجئًا كبيرًا يوم الأربعاء في المنطقة واستولت على عدة قرى وأغلقت طريق رئيسية بمدينة حلب.
و يواصل الجيش السوري الآن التصدي لهجوم هذه الفصائل، في ضواحي حلب وإدلب مكبدًا إياها خسائر فادحة، كما أغلقت السلطات السورية مطار حلب والطرق الرئيسية المؤدية إلى المدينة، وفقا لوكالة الأنباء السورية “سانا”.
وقد أسفرت ثلاثة أيام من الاشتباكات العنيفة عن مقتل أكثر من 150 مقاتلًا من الجانبين، ما يقرب من 100 من الجماعات المسحلة التي شنت الهجوم و54 جنديًا من الجيس السوري بالإضافة إلى 28 مدنيًا.
تحالف الميلشيات ينقض على حلب وإدلب
يوحد الهجوم مليشيات متمردة مختلفة تمثل آخر بقايا مجموعة مترامية الأطراف من جماعات مسلحة قاتلت بشدة بدءًا من عام 2011، للإطاحة بالحكومة السورية، والمجموعة الرئيسية هي تنظيم “هيئة تحرير الشام” التابعة لتنظيم القاعدة الإرهابي. تسيطر على معظم الأراضي الشمالية الغربية التي لا تزال تحت سيطرة الجماعات المسلحة.
وعلى الرغم من أنهم يشتركون في هدف مشترك، إلا أن الجماعات المسلحة المختلفة غالبًا ما تقاتل فيما بينها، مما قوض التماسك الذي يحتاجون إليه لتحدي الجيش السوري.
وفي بيان مصور أعلن عن الهجوم، قال قائد غرفة عمليات المليشيات المسلحة ويدعى حسن عبد الغني، إن الهجوم كان يهدف إلى وقف الغارات الجوية السورية والهجمات الأخرى على الأراضي التي يسيطر عليها الجماعات المسلحة.
تبعات العدوان الإسرائيلي على غزة ولبنان تصيب سوريا
في حين لم تشارك سوريا بشكل مباشر في الصراعات التي تهز الشرق الأوسط على مدى العام الماضي، فإن أراضيها كانت منذ فترة طويلة ساحة للهجمات الإسرائيلية، حيث نفذت دولة الاحتلال الإسرائيلي لسنوات ضربات قاتلة في سوريا، مدعية أن أهدافها هي المسلحين المدعومين من إيران بما في ذلك حزب الله اللبناني.
وتصاعدت هذه الهجمات في أعقاب عملية “طوفان الأقصى” التي قادتها حركة حماس من غزة في 7 أكتوبر2023 على دولة الاحتلال ورد الأخيرة بعدوان وحشي على القطاع الفلسطيني مستمر حتى اليوم.
وإدعى جيش الاحتلال الإسرائيلي أن بعض هذه الضربات تهدف إلى قطع تدفق الأسلحة والمعلومات الاستخباراتية بين حزب الله وإيران، زاعمًا أنه لطالما تدفقت الأسلحة والأموال من الأراضي الإيرانية عبر حدود سوريا إلى الجماعة اللبنانية المسلحة في لبنان.
في أبريل، أدت ضربة إسرائيلية قاتلة أصابت جزءًا من مجمع السفارة الإيرانية في دمشق إلى مقتل العديد من كبار القادة الإيرانيين.
وأفادت وسائل الإعلام الإيرانية الخميس الماضي أن قائدًا لقوة الحرس الثوري الإيراني القوية قُتل في الهجوم الجديد للمليشيات المسلحة.
توزيع مناطق السيطرة في سوريا
وتركت أكثر من عقد من الحرب الأهلية والمعارك بالوكالة وغزو داعش الإرهابية سوريا مقسمة إلى مناطق سيطرة مختلفة، حيث تسيطر الحكومة الآن على أكثر من 60 في المائة من البلاد، بما في ذلك معظم المدن الكبرى، بعد أن فقدت الحكومة في ذروة الحرب الأهلية، وبعد أن اجتاح تنظيم داعش أجزاء من سوريا السيطرة على معظم البلاد.
لكن المد تحول في عام 2015 عندما تدخل الجيش الروسي بشكل مباشر لمساعدة الرئيس بشار الأسد.
ومع ذلك، لا تزال أجزاء كبيرة من البلاد خارج سيطرة الحكومة، بما في ذلك المناطق التي تسيطر عليها المليشيات المسلحة في الشمال الغربي والشمال الشرقي، والتي تهيمن عليها ميليشيا بقيادة الأكراد بدعم من الولايات المتحدة، وفقا لنيويورك تايمز.
وتشمل المنطقة التي تسيطر عليها الجماعات المسحلة في شمال غرب سوريا أجزاء من محافظتي إدلب وحلب، وهى موطن لحوالي 5 ملايين شخص. نزح أكثر من نصفهم من منازلهم في أماكن أخرى في سوريا.
على الرغم من أن تنظيم داعش فقد آخر موطئ قدم إقليمي له في سوريا في عام 2019، إلا أنه يحتفظ بخلايا نائمة يُعتقد أنها تختبئ في الصحراء السورية الشاسعة وتنفذ هجمات عرضية على جنود الحكومة والمدنيين.