فلنتابع معاً عبر موقعكم ” خليج نيوز ” التفاصيل المتعلقة بخبر
بمناسبة يوم التضامن مع الشعب الفلسطينى، وجه الرئيس عبدالفتاح السيسى رسالة إلى الرئيس الفلسطينى محمود عباس، معبرًا عن تضامن مصر الثابت مع الفلسطينيين فى ظل الأزمات المتلاحقة، خاصة المأساة الإنسانية فى قطاع غزة نتيجة العدوان الإسرائيلى، وشدد الرئيس على أهمية استذكار نضال الشعب الفلسطينى من أجل حقوقه المشروعة.
الحقيقة أن مصر أبرز الداعمين للقضية الفلسطينية على مر التاريخ، بل تكون هى الدولة الوحيدة التى تحمل على كاهلها عبء القضية الفلسطينية، حيث ارتبط مصيرها بمصير الشعب الفلسطينى بعلاقات عميقة الجذور، ومنذ نشأة الصراع الفلسطينى- الإسرائيلى، اتخذت مصر موقفًا ثابتًا فى دعم الحقوق المشروعة للشعب الفلسطينى فى إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس، وتتجذر علاقات مصر بفلسطين فى عمق التاريخ والحضارة المشتركة، ويشهد على ذلك الدعم المصرى المتواصل للقضية الفلسطينية منذ أوائل القرن العشرين، وقد لعبت مصر دورًا محوريًا فى حرب ١٩٤٨، وقبل ذلك مع عصابات الصهيونية، حيث وقفت إلى جانب الأشقاء الفلسطينيين فى مواجهة المشروع الصهيونى، وبعد نكسة ١٩٦٧، استمرت مصر فى دعم المقاومة الفلسطينية، وحرصت على إبقاء القضية الفلسطينية حية على الساحة الدولية.
وفى أعقاب حرب أكتوبر المجيدة عام ١٩٧٣، لعبت القاهرة دورًا بارزًا فى جهود تحقيق السلام فى الشرق الأوسط، حيث تبنت مبادرات سلام عديدة، وكان اتفاق كامب ديفيد عام ١٩٧٨ إحدى أهم هذه المبادرات. ورغم أن هذا الاتفاق لم يحل القضية الفلسطينية بشكل نهائى، فإنه شكل نقطة تحول فى مسار الصراع، وأدى إلى توقيع اتفاقية السلام المصرية- الإسرائيلية.
وعلى الرغم من التحديات التى تواجهها المنطقة، استمرت مصر فى لعب دور الوسيط النزيه بين الفلسطينيين والإسرائيليين، حيث استضافت العديد من المفاوضات واللقاءات بين الطرفين. كما قدمت القاهرة الدعم الإنسانى للشعب الفلسطينى، وفتحت معبر رفح البرى؛ لتخفيف الحصار المفروض على قطاع غزة.
وفى السنوات الأخيرة، شهدت العلاقات المصرية- الفلسطينية تطورات إيجابية، حيث عملت مصر على توحيد الصف الفلسطينى، ودعم جهود المصالحة الوطنية الفلسطينية، كما سعت إلى تعزيز التعاون الثنائى مع السلطة الفلسطينية فى مختلف المجالات.
إن دور مصر فى دعم القضية الفلسطينية ليس وليد اللحظة، بل هو نتاج تاريخ طويل من العطاء والتضحية، وستظل مصر وفية لمبادئها، وستواصل دعم الحقوق المشروعة للشعب الفلسطينى حتى تحقيق السلام العادل والشامل فى المنطقة.
ومن أبرز الأدوار التى لعبتها مصر فى هذا الصدد دورها المحورى فى وقف الحروب الإسرائيلية المتكررة على قطاع غزة.
ولطالما كانت مصر الدولة العربية الأكثر نشاطًا فى جهود الوساطة لوقف الحرب الإسرائيلية الغاشمة، وذلك بفضل علاقاتها الدبلوماسية المتعددة الأوجه، ونفوذها الإقليمى، ووقوفها التاريخى إلى جانب الحق الفلسطينى، ونجحت القاهرة فى العديد من المرات فى التوسط بين الطرفين الفلسطينى والإسرائيلى، وإقناعهما بوقف إطلاق النار والعودة إلى طاولة المفاوضات. كما قدمت مصر مساعدات إنسانية كبيرة لقطاع غزة، شملت المواد الغذائية والأدوية والوقود، وذلك للتخفيف من معاناة السكان المدنيين، وأسهمت فى فتح معبر رفح بشكل دورى، ما سمح بدخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، وخروج الحالات الإنسانية، إضافة إلى دور الرئيس السيسى الكبير فى وقف تصفية القضية الفلسطينية وسعيه الدءوب إلى إلى وقف الحرب ونفاذ المساعدات إلى غزة.
وتتميز الوساطة المصرية بالعديد من المميزات، منها العلاقات المتوازنة التى تتمتع بها مصر مع جميع الأطراف المعنية بالصراع الفلسطينى- الإسرائيلى؛ ما يجعلها وسيطًا موثوقًا به، بالإضافة إلى الخبرة الدبلوماسية الواسعة التى تمتلكها مصر، وتفهمها العميق لتعقيدات القضية الفلسطينية.
ومع ذلك، فإن الدور المصرى يواجه العديد من التحديات، منها تعقيد الصراع الفلسطينى-الإسرائيلى، وتغير موازين القوى فى المنطقة، والضغوط الدولية التى تواجهها مصر، خاصة من الولايات المتحدة الأمريكية.
ورغم هذه التحديات، فإن مصر ستظل وفية لمبادئها، وستواصل دعم الحقوق المشروعة للشعب الفلسطينى حتى تحقيق السلام العادل والشامل فى المنطقة.
إن دور مصر فى وقف الحروب الإسرائيلية على قطاع غزة هو دور حيوى ومهم، وقد أسهم بشكل كبير فى تخفيف معاناة الشعب الفلسطينى. ومع ذلك، فإن تحقيق السلام العادل والشامل فى المنطقة يتطلب جهودًا مضاعفة من جميع الأطراف المعنية، وتعاونًا دوليًا حقيقيًا.