أكدّ عبد الكريم بولزراد وزير المالية ، أنّ البنك المركزي الأوروبي منح رسمياً، اعتمادا لفتح أول بنك عمومي جزائري دوليّ في فرنسا وذلك بتاريخ 16 جانفي الماضي من السنة الجارية و يتعلق الأمر ببنك الجزائر الخارجي " (BEA International) ، الذي يمثّل أحد أهم القنوات المصرفية الجزائرية في الخارج لتقديم خدمات للمغتربين الجزائريين في فرنسا وكذا ضمان تحويل الأموال بالعملة الصعبة إلى الداخل عبر القنوات الرسمية.
وعزا الوزير تأخر منح الإعتماد إلى البنك الجزائري ، إلى الإجراءات المطولة المرتبطة بدراسة ومعالجة الملف من طرف كل من البنك المركزي الأوروبي والبنك المركزي الفرنسي لضمان استيفاء البنك لجميع الشروط المطلوبة.
وأبرز الوزير في مراسلة جوابية تحمل رقم 498 /2025 ، ردّاً على سؤال برلماني كتابي للنائب عبد الوهاب يعقوبي عن المجلس الشعبي الوطني ، بخصوص مشروع فتح بنك الجزائر الخارجي (BEA) في فرنسا ، أنّ قرار الإعتماد ، دخل حيز التنفيذ بتاريخ 16 جانفي 2025 ، وذلك في أعقاب حصول ذات المؤسسة البنكية على ترخيص من البنك المركزي الأوروبي ، وهو ما سيسهّل إجراءات التحويلات المالية للمُتعاملين الإقتصاديين الجزائريين والجالية في فرنسا تحديداً ، وحركة التجارة والتصدّير و الإستيراد .
وفصّلت المراسلة الوزارية ،حصلت " البلاد نت" على نسخة منها ، بالقول إنّ مشروع فتح بنوك عمومية في الخارج، يأتي ضمن مساعي الدولة لدعم الجالية الجزائرية المقيمة خارج البلاد ، بحيث يُشكّل بنك (BEA International) أحد أهم هذه الفروع نظرا لحجم الجزائريين المتواجدين في فرنسا.
وكشف الوزير عن افتتاح وشيك لخمس وكالات تابعة لبنك الجزائر الخارجي الدوليّ بفرنسا في إطار ما يُعرف بــ " توسّع شبكة ذات المؤسسة البنكية خارج الجزائر " .
و بحسب وزارة المالية ، فإنّ البنوك الجزائرية تعمل على تسهيل إجراءات فتح جميع أنواع الحسابات والتي ستسمح للجالية الوطنية بالخارج بقيام جميع العمليات البنكية في ظروف مريحة وتتمثل هذه الإجراءات في فتح حسابات بنكية بكل أنواعها : حساب جاري ، حساب ادخار و حساب توفير ، إضافة إلى تحويل أموال الجالية الوطنية من حساباتهم بالخارج إلى حساباتهم بالوطن ، مع تحويل تقاعد المغتربين عن طريق البنوك وكذا تحويل اشتراكات المغتربين العاملين في الخارج إلى صندوق الضمان الإجتماعي للإستفادة من التقاعد ، إلى جانب حصول أفراد الجالية الوطنية من مختلف صيغ التمويلات البنكية الكلاسيكية أو الإسلامية الخاصة بالقرض العقاري بمختلف الصيغ ، علاوة على دفع المغتربين أقساط قروضهم عن طريق التحويلات البنكية.
و ستسهم حزمة المعاملات البنكية الموضوعة تحت تصرف الجالية الوطنية بالخارج ، بحسب ذات - المراسلة الجوابية - في قيام المغتربين الجزائريين بفتح حسابات بنكية و حصولهم على تمويلات بنكية وبكل المعاملات المصرفية التي تحتاجها بصفة عامة الجالية في المهجر. على هذا النحو ، يسابق القطاع البنكي في الجزائر ، الخطى لتحديث البنية التحتية التقنية والمادية للبنوك العمومية عن طريق إطلاق مشاريع رقمية لصالح البنوك العمومية بهدف توفير خدمات مصرفية متنوعة للزبائن وتحقّيق الشمول المالي .
أهمية إقتصادية واعدة ..
ويكتسب قرار اعتماد أول بنك جزائري دوليّ في فرنسا ، أهمية اقتصادية كبيرة بالنظر كذلك إلى حجم الجالية الجزائرية في فرنسا لوحدها، الأمر الذي قد يساهم في زيادة معتبرة لحجم التحويلات المصرفية للجالية الجزائرية ، كما أنّ هذا الانفتاح على الأسواق الخارجية سيجعل البنوك الجزائرية ترفع تحدي تعزّيز قدراتها التنافسية وتقديم خدمات في مستوى جودة البنوك الأجنبية، وفقا للمعايير العالمية.
ومعلوم أنّ الجزائر كانت افتتحت بالعاصمة الموريتانية نواكشوط، أول بنك لها في الخارج تحت مسمى " بنك الإتحاد الجزائري " برأسمال قدره 50 مليون دولار، تنفيذا لتعليمات رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، الرامية إلى تسهيل الإستثمار والمبادلات التجارية بين الجزائر وإفريقيا ، كما قامت بتدشين ثاني بنك جزائري بالخارج، تحت اسم " البنك الجزائري السنغالي "، وذلك مرافقة لسياسة الجزائر في تطوير المبادلات التجارية مع الدول الإفريقية و الإستفادة من مزايا اتفاقية التجارة الحرة الإفريقية وزيادة الصادّرات خارج المحروقات نحو القارة السمراء.