تم اليوم الخميس بالجزائر العاصمة ، الإدراج الرسمي لبنك التنمية المحلية في بورصة الجزائر وانطلاق التداول العلني بين المستثمرين لأسهمه، ليكون بذلك ثاني بنك يلتحق بالسوق المالية.
وتم إعطاء إشارة الانطلاق الرسمي لتداول أسهم هذه المؤسسة المالية العمومية بمقر بورصة الجزائر ، من طرف المدير العام للخزينة العمومية ، حاج محمد سبع ، ممثلا لوزير المالية ، عبد الكريم بو الزرد, بحضور المدير العام بالنيابة لبنك التنمية المحلية, محمد مبارك ، المدير العام لشركة تسيير بورصة القيم ، يزيد بن موهوب ، وكذا رئيس لجنة تنظيم عمليات البورصة ومراقبتها "كوسوب"، يوسف بوزنادة ، والمفوض العام للجمعية المهنية للبنوك والمؤسسات المالية ، رشيد بلعيد, بالإضافة إلى إطارات من قطاع المالية.
كما تكرس هذه الخطوة - يضيف ممثل وزير المالية - "مساعي الحكومة الرامية إلى اصلاح القطاع المالي وعصرنته وتحقيق الشمول المالي وتوفير كل الامكانيات لتعبئة الإدخار الوطني وجعلها في خدمة الاقتصاد وتنويع مصادر التمويل".
من جهته ، أكد السيد بوزنادة أن هذا الادراج الجديد يؤكد الحركية التي تعرفها بورصة الجزائر والتي عرفت قيمتها السوقية ارتفاعا بألف بالمائة في السنة الاخيرة ، مُعتبرا أن هذا "الإنجاز التاريخي تم بفضل رؤية طموحة والتزامات رسمها رئيس الجمهورية ، وإرادة وعزيمة كل الفاعلين في السوق".
ولفت في هذا السياق إلى مساعي اللجنة إلى تحسين الاطار التنظيمي من خلال اصدار النظام الجديد للبورصة ، في الوقت الذي يرتقب فيه صدور نظام خاص بصناديق الاستثمار لرأسمال المخاطر, وكذا نظام جديد يتعلق بالمعلومات الواجب نشرها من قبل الشركات المدرجة في البورصة تعزيزا للشفافية.
أما السيد بن موهوب ، فقد اعتبر بأن هذا الادراج يبعث بـ "عديد المؤشرات الايجابية" ويؤكد مرة أخرى أن "السوق المالية مصدر هام للتمويل ورافد أساسي للمؤسسات نحو التوسع والإمتياز".
وأضاف بأنه من المنتظر دخول شركات أخرى من القطاعين العام والخاص في بورصة الجزائر, مما سيضفي المزيد من الحيوية في السوق.
بدوره, أكد المدير العام للبنك بالنيابة بأن هذا الادراج يشكل "حدث مفصلي وبداية عهد جديد في مسيرة البنك"، ويمثل "التزاما من طرفه بتحقيق نتائج أفضل مما سيفرض تحسين التسيير وتعزيز الرقابة والشفافية ، وتطوير منتجات مبتكرة وفق رؤية عصرية".
ويأتي إدراج البنك في القسم الرئيسي للأسهم ، بعد عملية اكتتاب ناجحة, حيث تم بيع كامل الاسهم المطروحة في عملية الاكتتاب والمقدرة بــ 44,2 مليون سهم بقيمة 61,88 مليار دج ، أي ما يمثل 30 بالمائة من رأسمال البنك.
وعرفت عملية الاكتتاب إقبالا مكثفا ، إذ تجاوز الطلب عدد الاسهم المطروحة بقرابة 22 بالمائة.
وتم بيع الأسهم المطروحة لصالح 27 ألف و418 مكتتب ، منهم 26 ألف و489 شخص طبيعي (أكثر من 35 مليون سهم بقيمة تفوق 49 مليار دج) ، 911 شخص معنوي (أكثر من 1,5 مليون سهم بقيمة تفوق 10 مليار دج) وكذا 18 مستثمر محترف (أكثر من 7,6 مليون سهم بقيمة تفوق 2 مليار دج).
وتعد عملية فتح رأسمال بنك التنمية المحلية عن طريق البورصة ، الثانية لبنك عمومي بعد تلك التي عرفها القرض الشعبي الجزائري في 2024, كما يعد البنك ثامن شركة تدرج في البورصة.