أصيل محمد بن فرحات _ أجرى رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، لقاءه الإعلامي الدوري مع ممثلي الصحافة الوطنية، حيث تطرق إلى أبرز القضايا الوطنية والدولية الراهنة، مستعرضًا أبرز الخطط التنموية والمبادرات الاقتصادية والاجتماعية التي تسعى الجزائر إلى تحقيقها خلال المرحلة المقبلة.
أكد الرئيس تبون على أهمية الأمن المائي، مشيرًا إلى أن الجزائر تعمل على تعزيز قدراتها في مجال توفير مياه الشرب من خلال مشاريع كبرى لتحلية مياه البحر. وصرح قائلًا: "تم تدشين أربع محطات لتحلية المياه، والمحطة الخامسة جاهزة في بجاية ، ونخطط لإنشاء ست محطات أخرى، مما سيمكننا من تغطية 72% من احتياجات المواطنين من مياه الشرب". كما أعلن عن مشروع وطني لربط السدود ببعضها البعض لتحقيق تكامل مائي يضمن تلبية حاجات السكان والمزارعين على حد سواء.
وأضاف الرئيس تبون أن الدولة بصدد إنشاء مؤسسة وطنية متخصصة في إنجاز وتسيير محطات تحلية المياه، بهدف ضمان استمرارية المشاريع وتعزيز الاستقلالية في هذا القطاع الحيوي.
شدد الرئيس على التزامه بتحقيق الاكتفاء الذاتي في القمح الصلب بحلول عام 2025، قائلاً: "من يأكل من إنتاج الآخرين ليس حراً، لذلك نسعى إلى تحقيق الأمن الغذائي للجزائريين". كما كشف عن توجه الجزائر نحو تحقيق الاكتفاء الذاتي في القمح اللين، إلى جانب الاستمرار في تطوير الإنتاج الفلاحي المحلي، الذي أصبح مطلوبًا في الأسواق الأوروبية والخليجية نظرًا لجودته العالية.
وفيما يخص الثروة الحيوانية، أشار الرئيس تبون إلى أن الجزائر رخصت لاستيراد المواشي من إفريقيا ضمن استراتيجية تهدف إلى ضبط سوق اللحوم الحمراء. كما أكد أن الدولة ستتخذ قوانين صارمة لمنع ذبح النعاج للحفاظ على الثروة الحيوانية.
وأكد الرئيس تبون أن الرقمنة أصبحت ضرورية لضبط مختلف القطاعات الاقتصادية والإدارية، مشددًا على أنها تساهم في الكشف عن الفوارق الاجتماعية وتحديد المستحقين الفعليين للمساعدات والدعم الحكومي. وأضاف: "الرقمنة تساعد في ضبط الاستيراد وتنظيم الأسواق الوطنية، حيث لن يكون هناك مجال للتلاعب بالمعلومات أو الإحصائيات".
كما ندد بالمضاربة غير المشروعة، موضحًا أن تحويل المواد الغذائية الجزائرية إلى الخارج عبر التهريب يعد جريمة يعاقب عليها القانون بعقوبات تصل إلى 30 سنة سجنًا.
وفي سياق تحسين الوضع الاجتماعي للمواطنين، أكد الرئيس تبون التزامه برفع الأجور بنسبة 100% خلال عهدته الرئاسية، مشيرًا إلى أن هذه الزيادة قد بلغت بالفعل 47% حتى الآن. كما أكد على مواصلة رفع منحة البطالة تدريجيًا لدعم الشباب الباحثين عن فرص عمل.
وتطرق الرئيس تبون إلى العلاقات الخارجية، مؤكدًا أن الجزائر تعمل على تعزيز التعاون مع الدول الإفريقية عبر فتح بنوك في دول القارة وإنشاء مناطق تجارية حرة مع دول الجوار. كما أشار إلى أن الجزائر تستقبل حاليًا 6,000 طالب إفريقي، مع استعدادها لرفع هذا العدد إلى 8,000 طالب في المستقبل القريب.
وعلى الصعيد الأوروبي، أكد الرئيس أن العلاقات الجزائرية-الإسبانية عادت إلى طبيعتها بعد فترة من الفتور، بينما وصف العلاقات مع ألمانيا بأنها "مميزة"، مشيدًا بدور برلين في دعم الجزائر خلال الثورة التحريرية. كما أوكل إلى وزير الخارجية أحمد عطاف مهمة معالجة الملفات العالقة مع فرنسا، مشيرًا إلى أن المرجعية الوحيدة لحل الخلافات ستكون الرئيس الفرنسي نفسه.
وأعلن الرئيس تبون أن الجزائر ستفتح نقاشًا وطنيًا حول مستقبل البلاد في نهاية عام 2025 وبداية 2026، مشددًا على ضرورة تمكين الشباب من أخذ زمام المبادرة في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية. وقال: "نعمل على تمكين نخبة سياسية واقتصادية جديدة قادرة على قيادة الجزائر نحو المستقبل".
كما أكد رفض الجزائر لأي شكل من أشكال المساس بالوحدة الوطنية والثقافية للجزائريين، داعيًا إلى تعزيز ثقافة الحوار البناء والابتعاد عن التشهير والشتم .
