تعتزم شركة " جريت وول موتورز " الصينية المُتخصصة في صناعة السيّارات ، الإستثمار في الجزائر و استحداث مصنع لها في ولاية عين الدفلى تحديداً ، في سياق إستراتيجية ذات الشركة العالمية الصينية في تعزّيز تواجدها في عدة مناطق حيوية من إفريقيا ، خاصة أنّ الجزائر تمتلك موقعا إستراتيجيا مميزّا يربط بين إفريقيا وأوروبا.
وأبدت الشركة الصينية للسيّارات "Motors Great Wall " ، في لقاء مع عزيز بوراس والي ولاية عين الدفلى أمس السبت ، بحضور الشريك الجزائري SARL GWMA فرع مجمع سيفيتال و كافة المديرين المعنيين بهذا الملف ، رغبة واضحة في تعزّيز تطوير الشراكة الجزائرية الصينية الآخذة في التزايد في الجزائر ، من خلال تجسّيد مشروع إطلاق مركب إنتاج السيّارات على مستوى المركز التجاري السابق التابع لمجمع سيفيتال لمالكه " إسعد ربراب" الكائن بمدينة عين الدفلى.
وأعرب الوفد الصيني ، عن أمله في تنفيذ واحدة من أبرز الإستثمارات الكبرى في عين الدفلى ، لما تشكّله ذات المنطقة من مؤهلات طاقويّة ومائية وعقارية موجهة للإستثمار ، تسمح بإنجاح هذا المشروع ، علاوة على الموقع الإستراتيجي الهام لعين الدفلى ، التي تمثّل " همزة وصل" بين جهتي وسط وغرب الجزائر ، إضافة إلى توافرها على شبكة طرق مميزّة على غرار الطريق السيار شرق-غرب، مما جعلها منطقة جذابة لإحتضان مشروع " سور الصين العظيم للسيّارات " أو ما يُعرف ب " شركة جريت وول موتورز " .
وناقش الطرفان الجزائري الصيني ، الأهداف الطموحة المتوخاة من تأسيس صناعة الماركة الصينية للسيّارات في ولاية عين الدفلى خاصة سعي الحكومة الجزائرية بجذب الشركات الأجنبية الكبرى إلى البلاد وتوفير كامل الدعم والمرافقة في إطار التنظيمات المعمول بها في قانون الإستثمار الجزائري الجديد ، لأجل خلق الثروة واستحداث مناصب عمل جديدة وخلق حركية إقتصادية .
وعاين الوفد الصيني ، الموقع المقترح لإقامة المشروع ، في انتظار إستكمال الترتيبات اللازمة لإعلان بدء تنفيذ الإستثمار الصيني -الجزائري في عين الدفلى.
دينامية جديدة ..
ويعكس الحضور الصيني المتنامي في الجزائر ، ديناميات إقتصادية وتجارية جديدة بين البَلدين ، بحيث ينسجم هذا الحضور في السوق الجزائرية مع التوجه الإقتصادي للصين ، لما تتوفر عليه الجزائر من بنية تحتية في مجالات متعدّدة ، إضافة إلى العرض الإقتصادي الجزائري في مجالات إقتصادية واعدة للتعاون بين الجانبين ، خاصة في قطاعات السيّارات ، استغلال مناجم الحديد والفوسفات و الطاقات ، البناء و غيرها في الفترة الأخيرة، التي تفتح " شهيّة التنين " نحو مزيد من الإستثمارات الكبرى في الجزائر.
وخلال السنوات الأخيرة، ارتبطت الجزائر والصين بحزمة مشاريع حيوية، لاسيما إستغلال منجم الحديد بغار جبيلات بتندوف (ظفرت به ثلاث شركات صينية لاستخراج خام الحديد بأكثر من ملياري دولار) وكذا مشروع استغلال وتحويل الفوسفات ببلاد الهدبة بتبسة لإنتاج 5.4 ملايين طن من الأسمدة بمختلف أنواعها سنوياً ، إلى جانب مشروع الأسمدة الفوسفاتية في واد الكبريت بسوق اهراس وتطوير منجم الزنك والرصاص بواد أميزور ببجاية ، وغيرها من مشاريع إنتاج السيّارات في الجزائر.