أصيل محمد بن فرحات _ شهدت العاصمة المغربية الرباط، اليوم الأحد ، مسيرة شعبية ضخمة شارك فيها آلاف المواطنين من مختلف جهات البلاد، رفضًا للتطبيع مع الكيان الصهيوني، وتنديدًا بما وصفوه بـ"خيانة النظام المغربي للقضية الفلسطينية"، في ظل العدوان المستمر على غزة منذ أكثر من عام ونصف.
وانطلقت المسيرة من ساحة "باب الأحد" بقلب العاصمة، وسط حضور كثيف من مختلف شرائح المجتمع المغربي، رجالًا ونساءً، شبابًا ومسنين، حاملين الأعلام الفلسطينية وصور الشهداء، ولافتات تعبّر عن دعمهم الكامل للمقاومة الفلسطينية ورفضهم القاطع لكل أشكال التعاون مع الاحتلال الإسرائيلي.
ورفع المتظاهرون شعارات قوية من قبيل: "أيتها العاصمة، التطبيع جريمة" ، "يا غزة، التطبيع لا نريده، والشهيد ما ننساه" ، "المغرب وفلسطين شعب واحد" ، "لا شرعية لأي اتفاق يربط المغرب بالكيان المجرم"
كما ندد المحتجون بتحويل ميناء طنجة إلى ما وصفوه بـ"معبر لمرور الأسلحة الصهيونية"، معتبرين ذلك مشاركة مباشرة في الجرائم المرتكبة بحق الشعب الفلسطيني، ومؤكدين أن هذا السلوك يمثل "وصمة عار على جبين النظام".
وفي مشهد يعكس الهوة العميقة بين إرادة الشعب وخيارات السلطة، شدد المتظاهرون على أن "الشعوب لا تطبع، بل تقاوم"، معتبرين أن تطبيع العلاقات مع الاحتلال يمثل نهجًا مرفوضًا واصطفافًا مع القتلة ضد المظلومين.
وشارك في المسيرة عدد من الأطر الصحية، الذين حيّوا زملاءهم في غزة، ممن يواصلون أداء واجبهم الإنساني في ظروف كارثية، ويتعرضون للاستهداف اليومي من طرف قوات الاحتلال داخل المستشفيات وسيارات الإسعاف.
كما عبّر المشاركون عن استيائهم من استمرار قمع الأصوات الرافضة للتطبيع داخل المغرب، مطالبين بوقف الاعتقالات والمحاكمات السياسية، والإفراج عن المعتقلين الذين عبّروا عن مواقفهم بحرية وسلمية.
وختمت المسيرة برسالة واضحة إلى النظام المغربي: "فلسطين ليست للبيع.. والتطبيع خيانة"، مؤكدين أن نبض الشارع المغربي سيبقى مع فلسطين مهما طال الصمت الرسمي، وأن صوت المقاومة لن يخبو في وجه محاولات الاستسلام.
