استغربت إيمان، الصحفية الفلسطينية، السؤال الذي طرحته: "معقول إنه لساتنا عايشين لحتى الآن؟"، وهي التي كانت دائما على خط المواجهة، توثق معاناة وطنها وتروي قصص جرحه النازف، وتعيش قرب الموت مرارا، لكنها لم تتوقع أن يلاحقها قصف الاحتلال في لحظة ستكون فيها هي وأطفالها الهدف التالي.
واجهت إيمان الحرب بكل شجاعة، ورغم الألم الذي كان يطوقها، لم تتخيل أن ذلك سيكون نهاية طريقها، فقد عاشت حياة مليئة بالمخاطر، ولكنها كانت تؤمن بأن القدر وحده هو من يحدد النهاية، متيقنة بأن لحظة الفراق قادمة، لكن لم تكن تعلم متى ستكون، وما شكلها.
رغم أن الحرب سرقت كثيرًا من أحلام الأطفال وضحكاتهم، فإن إيمان لم تسمح لها بأن تسرق إيمانها بقضية وطنها، فقد ناضلت بكل ما أوتيت من قوة، وواصلت التوثيق والإعلام، منيرة الطريق بمواقفها المشرفة وقلمها الثائر. رحلت إيمان عن عالمنا، بقصف غادر من الاحتلال الصهيوني، لكنها تركت خلفها إرثًا من الصمود والتضحية، لن تنسى فلسطين ملامحها، ولن يمحو الزمن رسالتها النبيلة.
0 تعليق