بلغت عملية وضع السكة الحديديّة على مستوى جسر واد يسر شرق ولاية تلمسان ، في إطار المشروع خط السكة الحديديّة عالي السرعة المزدوج المكهرب ( وهران ، سيدي بلعباس ، تلمسان ) على مسافة 132 كلم ، مرحلتها النهائية .
وتسير أشغال وضع السكة الحديديّة ، وفق الجدول الزمني المسطر خاصة على مستوى جسر واد يسر في تراب ولاية تلمسان ، والذي يعدّ من بين أعلى جسور السكة الحديديّة في العالم وأكبر منشأة فنية بمشروع خط السكة الحديدية عالي السرعة (LGV) ، بحسب مراجع الوكالة الوطنية للدراسات و مُتابعة إنجاز الإستثمارات في السكك الحديديّة " آنسريف " .
و كشفت الوكالة ذاتها ، أنّ الجسر الفولاذي العملاق ، يمتدّ على مسافة 1890 متر و بإرتفاع يصل إلى 130 متر منها 13 متر علو المنصة والروافد الفولاذية وحدها، أي ما يزيد عن أربعة طوابق لبناية، تمتدّ دعائم ارتكازه على شكل أبراج عملاقة مصنوعة من الخرسانة المسلحة بعمق 26 مترا تحت الأرض وقطر يصل إلى 30 متر بتصميم مقاوم للرياح والزلازل.
و ذكرت المراجع نفسها ، أنّه تمّ تجهيز هذا الجسر بنظام الصيانة الأوتوماتيكية و أجهزة خاصة لإستشعار قوة الرياح والزلازل مثبتة على سطحه والتي تمكن من برمجة سرعة سير القطارات حسب المعطيات التي يوفرها النظام.
وساهم في إعداد دراسات هذا الجسر العملاق ، مراكز أبحاث دولية عديدة ، نظرا للخاصية التي يمتاز بها، منها مركز البحث الجامعي المشترك لديناميكية الهواء للبناء والهندسة الريحية بفلرونس في إيطاليا و كذا مركز الأبحاث بجامعة نوفا لشبونة في البرتغال إضافة إلى مهندسين آخرين برتبة بروفيسور في مجال الهندسة المدنية .
و يندرج هذا الخط السككيّ الجديد، في إطار المشروع الكبير لخط السكة الحديديّة غار جبيلات - تندوف وبشار ، الذي تعكف على تجسّيده السلطات العليا للبلاد والمتعلق بإستخراج الحديد من منجم غار جبيلات وتحويل المادة الأولية واستغلالها في إنتاج الحديد على مستوى وهران وربط الخط بميناء أرزيو لتصدّير خام الحديد إلى الأسواق الخارجية .