تخطو الجزائر خطوات كبرى ، لتجسّيد أهم المنشآت القاعدية الضخمة في إفريقيا بتطوير و توسيع شبكة خطوط السكك الحديديّة إلى طول 6500 كيلومتر عند استكمال المشاريع الواعدة الحالية بربط وطني شامل بالسكك الحديديّة ووصل الشمال بالجنوب و بلوغ الهدف الأسمى بتمدّيد الشبكة الوطنية إلى 10,000 كيلومتر بعد إنهاء خطوط تمنراست وأدرار.
و أبدى وزير الأشغال العمومية والمنشآت القاعدية، رخروخ لخضر، خلال معاينته أمس الإثنين ، مشروع السكة الحديديّة بشار - تندوف - غار جبيلات ، رفقة وفد مشكل من الرئيس المدير العام لمجمع جيتراما، مصطفى سعيداني وكذا الرئيس المدير العام للمؤسسة العمومية للأشغال العمومية الجزائر، محمد رميني و المدير العام للمؤسسة العمومية للأشغال العمومية، رياض حواس ، مطلق تفاؤله بسير أشغال هذا المشروع الضخم بفعل الجهود المبذولة من قبل الوكالة الوطنية للدراسات وشركات الإنجاز والمتابعة ، وهو ما سيسمح بتجسّيد الأهداف الإستراتيجية لتوسيع شبكة السكك الحديديّة إلى 10 آلاف كيلومتر عند إتمام كامل الخطوط الوطنية.
و كشف الوزير ،أنّ الكفاءات المحلية ، أصبحت قادرة على تنفيذ مشاريع البنية التحتية الكبرى بكفاءة عالية وضمن الآجال القانونية ، أمام السعي الدؤوب للدولة إلى تحقّيق ربط جميع مناطق البلاد وإعطاء دفع جديد للديناميكية التجارية والإقتصادية وللتنقل على المستوى الوطني، خاصة أنّه من ضمن أهداف البرنامج الوطني الخاص بالسكك الحديديّة ، إعطاء وسيلة النقل هذه في الجزائر ، بعداً قارياً من خلال ربط أهم الموانئ بولايات الجنوب الكبير. وشملت الزيارة الوزارية ، محطة مهمة عند النقطة الكيلومترية 08+200 لتفقد ورشة إنجاز الجسر الكبير على وادي بشار ، وهو جزء أساسي من المقطع الأول الذي يربط بين بشار و حماڨير على مسافة 200 كيلومتر.
و أبرزت الوكالة الوطنية للدراسات و متابعة إنجاز الإستثمارات في السكك الحديدية (Anesrif) ، الدور المحوري لمحجرة بشار ، التي جرى إعادة بعثت نشاطها ، بحيث حقّق هذا الصرح الإنتاجي ، نقلة نوعيّة بإنتاج يومي يصل إلى 5000 طن من المواد الركامية الأساسية، مما ساهم بشكل مباشر في تسريع وتيرة إنجاز المشروع بنسبة فاقت التوقعات .
و التزمت الشركات المُنجزة بالمضي قدمًا لتحقّيق كامل المشاريع السككيّة الكبرى في الجنوب تحديداً ، بما يعزّز تطور البنية التحتية والنقل و يدعم التنمية الإقتصادية ، خاصة بنقل خامات حديد المنجم الكبير غار جبيلات إلى موانئ الشمال ، لكون أنّ استخراج المواد الأولية يحتاج إلى السكك الحديديّة لنقلها إلى المصانع أو الموانئ كما هو معمول به في كل دول العالم".
و يأتي هذا الجهد الكبير في تطوير السكة الحديديّة في الجزائر ، في إطار توجه إستراتيجي عام يهدف إلى رفع القدرات الإنتاجية وتدعيم الصادّرات خارج المحروقات وخفض فاتورة الإستيراد .
0 تعليق